ملامحه هادئة كطباعه، لم يكن يوماً أحد الوجوه البارزة ذات «الكاريزما» الطاغية، بل كان أحد رجال الظل وأحد أقرب أعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى لقلوب الجماهير والعاملين فى النادى، عاش فى ثوب الأهلى لسنوات طويلة ودافع عن قضاياه، حتى إنه شارك بصفته عضواً فى مجلس إدارة الأهلى فى مقاضاة المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة الأسبق، كى لا يتم إقرار بند الثمانى سنوات على مجالس إدارات الأندية، دفاعاً عن وجوده وكل أفراد «النظام» الحاكم فى الأهلى الذى خطط يوما بكل إمكانات وأدوات النادى للتخلص من «العامرى» نفسه. كاد «العامرى» ينتهى قبل أن يبدأ، لكن الجمعية العمومية لنادى القرن كانت الأقوى ومنحته قبلة الحياة وعضوية مجلس نادى القرن أملا فى أن يكون واحدا منهم يستمع إلى مشاكلهم، لكنه سريعا ما عاد إلى حضن حسن حمدى. بعد الثورة، جاءت حكومة هشام قنديل ب«العامرى فاروق» وزيراً للرياضة، وسط ترحيب البعض وصدمة آخرين، هناك من رأى فى ترشيحه خيرا، وهناك من اعتبر أن فى الأمر صفقة، لكسب ود «الألتراس» إلى جانب الإخوان لقرب «العامرى» من الشباب المتحمس فى المدرجات. فى شهور قليلة، تحولت وجهة العامرى فاروق وتبدلت قناعاته، وكانت البداية برفضه مساواة أبطال الرياضات البارالمبية بأبطال الألعاب الأولمبية، متحججاً باللوائح، وتجاهل روابط «الألتراس» وأهالى الشهداء، وعندما حان الوقت لفتح ملف بند الثمانى سنوات حاول العامرى «اللف والدوران» بحثاً عن مصلحة شخصية وحفاظا على مصالح رفاقه فى الأهلى، حتى وجد نفسه فى خيار الرحيل عن الوزارة أو عدم المساس بالبند، فاختار المنصب على حساب قناعته الشخصية. وفى مشهد مماثل، لم يحاول الوزير كسب ود الزمالك، بل دخل فى حرب ضروس مع مجلس ممدوح عباس، برفض تمديد مدة المجلس 15 شهراً، وهو ما أشعل ناراً ظلت تحت الرماد حتى قرر رئيس الزمالك إعلان الحرب على الوزير، متعجباً من موقفه ضد النادى الأبيض، واصفاً الوزير ب«المتناقض الغريب الذى يغير جلده، بل واتهمه بأنه جاء للوزارة عن طريق الواسطة». وخلال أيام فقد «العامرى» سيطرته على الرياضة المصرية، باقتحام جماهير ألتراس «وايت نايتس» مؤتمر الوزارة الذى أقامه فى استاد القاهرة للإعلان عن قانون الرياضة الجديد، وأجبرته على الخروج مهرولاً وسط طاقم حراسته فى موقعة «اخلع يا أفندم». 9 أشهر مرت على تولى العامرى فاروق حقيبة الرياضة، أعاد خلالها مسابقة الدورى وخسر الجمهور، انضم للنظام الإخوانى الحاكم بعدما كان واحدا من أفراد المجمع الانتخابى للحزب الوطنى للترشح فى مجلس الشعب، ليبقى عن جدارة الرجل «النظامى» لكل زمان ومكان.