تصدّرت عبارات "الهمجية" و"الغضب" والخزي" عناوين الصحف المغربية الرئيسية الصادرة اليوم الجمعة، بعد جريمة قتل السائحتين الاسكندينافيتين في جنوب المملكة وتوقيف 4 مشتبه بهم. وعثر الإثنين على جثتي الطالبة الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن، 24 عاما، والنروجية مارين أولاند، 28 عاما، وأعلنت السلطات إن إحداهما قتلت بالسلاح الأبيض فيما الثانية قطع رأسها، بحسب مصدر مقرب من التحقيق. وانطلقت، اليوم الجمعة طائرة تقل جثماني الشابتين الاسكندينافيتين من مطار الدار البيضاء باتجاه كوبنهاغن، بحسب ما أفاد مصدر في الشرطة وكالة فرانس برس. وتأتي تعليقات الصحف المغربية في وقت يسعى المحققون المغاربة إلى التثبّت من صحة "تسجيل فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يعتقد أنه يظهر جريمة قتل إحدى السائحتين"، بحسب المدعي العام في الرباط. والخميس أعلن المدعي العام في بيان أن "الفيديو الذي يظهر الأشخاص الموقوفين وهم يبايعون داعش تم تصويره الأسبوع الماضي قبل تنفيذهم الافعال الجرمية التي نحقق بها"، مؤكدا صحة تسجيل الفيديو. وندّدت صحيفة "الأحداث المغربية" اليومية تحت عنوان "الهمجيّة التي تعيش بيننا" بما اعتبرته "الفكر الجهادي التكفيري" الذي "ينتشر ويمتد" في المغرب وب"نخب فقدت قدرتها على التدخل". وأشارت صحيفة "ليكونوميست" الصادرة بالفرنسية إلى "قتلة يشعروننا بالخزي" واصفة الجريمة بأنها "صدمة رهيبة للجميع". وأوردت الصحيفة أن "المغاربة غاضبون" وقد نكّست شعارها بالأسود حدادا. من جهتها اعتبرت صحيفة "الصباح" أن "الجريمة الهمجية" تدفع إلى "إخضاع المقاربات التي نهجها المغرب للقضاء على الإرهاب منذ أحداث 16 مايو إلى أعادة ترتيب الأولويات". وشهدت المملكة في 2003 اعتداء انتحاريا في الدار البيضاء أوقع 33 قتيلا. واعتبرت الصحيفة أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي. وبحسب صحيفة "ليكونوميست" فإن "الرأي العام يطالب بالثأر" و"يطلب إنزال عقوبة الإعدام"، مشيرة إلى عرائض بهذا الشأن يتم تدولها على شبكات التواصل الاجتماعي. وعلى الرغم من مواصلة القضاء المغربي إصدار أحكام بالإعدام لكن تطبيقها قد توقّف منذ 1993 وسط جدل قائم حول إلغاء العقوبة. وتخوّفت الصحف المغربية من تداعيات محتملة للجريمة على القطاع السياحي. وتمثل السياحة 10 بالمئة من ثروة البلاد، وهي ثاني قطاع يوفر فرص عمل بعد الزراعة. وبالإضافة إلى الاعتداء الانتحاري في الدار البيضاء، شهد المغرب الذي ينشط في مكافحة الإرهاب، اعتداء آخر في مراكش في 2011 أوقع 17 قتيلا.