جلسوا واللهفة تبدو فى أعينهم.. مترقبين زبونهم الذى يأتى من العام للعام بحثاً عن علبة «حلاوة» تكون سبباً فى إدخال البهجة على عائلته الصغيرة أو عروسة وحصان لأطفاله، أصحاب محلات «حلوى المولد» لم يخفوا قلقهم هذا العام من عدم إقبال الزبائن بسبب الارتفاع المفاجئ فى أسعار المكسرات ومعظم تشكيلات الحلوى التى قد تؤثر على ميزانية المواطن. «الأسعار هذا العام أعلى من أى عام آخر»، قالها محمد عبدالله، الذى يبيع كيلو الحلوى بأسعار تبدأ من 28 جنيهاً وتصل إلى 38، بزيادة كبيرة عن العام الماضى، حيث كان سعر أغلى أنواع الحلوى لا يتجاوز 25 جنيهاً. ارتفاع أسعار الخامات بنسبة 100% هو السبب -بحسب «عبدالله»- فى ارتفاع الأسعار هذا العام، فسعر شوال «السمسم» وصل إلى 1500 جنيه بعد أن كان العام الماضى 800، وكيلو «الحمص» وصل إلى 25 جنيهاً بعد أن كان العام الماضى ب15، و«جوز الهند» زادت أسعارها بنسبة 30%، قائلاً: «المكسرات بشكل عام أسعارها مرتفعة، يا رب بس ماتضربش الموسم اللى كنا منتظرينه بفارغ صبر لكى نعوض خسارتنا». محمد سالم، صاحب شادر لبيع الحلوى فى شبرا، أكد أن وقف الاستيراد وارتفاع سعر الدولار هو سبب ارتفاع الأسعار: «أركز على الطبقة المحدودة مادياً فى أسعارى، ومع ذلك لا يمكن إنكار ارتفاع الأسعار، فكيلو الحلاوة كنت بابيعه السنة اللى فاتت ب20 جنيه، وصل هذا العام إلى 25»، مبرراً ارتفاع أسعار المكسرات باضطراب الأوضاع فى سوريا: «75% من المكسرات يتم شراؤها من سوريا». إسلام فتحى، صاحب أحد المحلات الكبرى فى الدقى، أكد أنه قد لا يكون هناك ارتفاع فى الأسعار بالنسبة لمحله، فسعر الكيلو كما هو منذ العام الماضى لم يزد على 45 جنيهاً، ولكن فى المقابل حجم الإقبال ضعيف جداً، والسبب هو أحوال البلد غير المستقرة: «الانفجارات، وإعلان الحكومة الحرب على الإرهاب، كل هذا جعل المواطن خايف من بكرة ويحسب قيمة كل قرش».