(1) صبري شاب يبلغ من العمر 24 عامًا.. تخرج من كلية التربية هذا العام بعد صراع طويل مع صعوبات التعليم المصري التي لا تنتهي، وبعد التوقف في عدة محطات دراسية أخرت وصوله للمحطة النهائية. ورث صبري عن والده تركة صغيرة، وأمانة حملها له والده قبل وفاته، وهي مراعاة والدته وأخيه الأصغر. فكر صبري أن يستثمر الأموال التي ورثها عن والده رحمه الله، وكانت أصعب الخطوات بالنسبة له هي اختيار نوع المشروع المناسب، كي لا يضع مال والده في مشروع خاسر. فكر كثيراً واستشار كل من يعرفه، ليعرف أراء الناس التي تحبه وتخلص له، عله يصل إلى أفضل نتيجة توجهه التوجيه الصحيح. اقترح عليه أصدقاؤه الكثير من الأفكار، منها ما كان مضحكًا، ومنها ما كان جاداً، وفي النهاية اختلى صبري بنفسه، وحاول أن يكون صادقًا معها، وسأل نفسه: "ما هي قدراتك وخبراتك في الحياة؟". وكانت الإجابة: "للأسف لا شيء، فقط أجيد القراءة والكتابة، وأكره الدراسة بشكل عام، وأي مشروع يتعلق بالحسابات لن أجيده حتماً، والمفروض أن أقيم مشروعًا جديدًا لم يسبقني إليه أحد، أو على الأقل قليل الوجود ليخدم شريحة لا تجده، كما لابد وأن يكون لدي خبرة ولو كانت قليلة فيه". ومع كثرة التفكير، شعر بالإرهاق، وتذكر أنه بحاجة لممارسة الرياضة فهي التي تقوى جسده الهزيل على مقاومة الإرهاق، وتصفي ذهنه، وتذكر شيئا هاماً.. إن رياضة كمال الأجسام هي حلمه القديم، عندما كان يتدرب في صالة كمال الأجسام البعيدة جداً عن البيت، ما جعله مع الوقت يبتعد عن اللعبة، وهذا هو المشروع الجيد بالفعل، والموضوع سهل. فقط مطلوب وجود الأجهزة، ومحل والدي موجود، ويمكن أن يتحول إلى صالة لا بأس بها لممارسة رياضة كمال الأجسام وسوف تكون كل مهمتي تنظيم الدخول والخروج وإرشاد المتدربين. حقاً.. الحاجة أم الاختراع.. كل ما احتاجه هو مدربين للصالة، وهذا أمر أعتقد أنه سهل، فيمكنني أن أبحث عن شخص مناسب يتولى هذه العملية، ويكون دوري إشرافي عليه كصاحب المشروع. وفي حماسة التفكير، تذكر صبري زميل الدراسة حاتم، الذي شجعه في الأساس على ممارسة اللعبة، وهو نفسه الذي كان يعمل في الصالة التي يتدرب فيها، ولكنه تركها بسبب مشاجرة مع صاحب الصالة. اتصل صبري بحاتم، وعرض عليه الفكرة، ووافق حاتم بشدة، بل وفرح كثيًا بعرض صبري له. يتبع...