موضوع النهاردة فى دماغي من أكثر من 3 سنين.. بدايته لما كنت فى راديو شهير على الإنترنت، اتعاملت مع بنات كتير، دا غير البنات اللي بتحضرلي محاضراتي، وغير البنات اللي بعاملهم في الميديا، وطبعا الصحفيات والممثلات. المهم، إنى لاقيت بنات في كل اللي ذكرته بتردد جمل "الشغل أهم من الجواز"، و"جواز إيه؟ اللي اتجوزوا عملوا إيه"، "أنا عايزة أبني نفسي ومستقبلي وبعد كدة نفكر في الجواز"، واللي تقول "مابفكرش فيه دلوقت خالص أو مش في الخطة". يمكن فى الأول بيكون هزار أو بيكون مقصود، بس مش بنسبه 100%، إلى أن يجري العمر ويبدل الاختيار بالإجبار، فتنجح الفتاة فى العمل ويسلب العمل شريكها. من سن العشرينات إلى آخرها، ترى الفتيات نساء مشاهير، فيتمنوا يكونوا زيهم، ويبدأوا فعلا فى تقليدهم، وبدون وعي يرددوا كلمات زي النجاح أولا، الشغل وإثبات الذات أهم من الجواز، والكلام الفاضي دا. تقول الكلام دا وهى عندها شبابها وجمالها وفرص كتير للجواز، وعندها الاختيار، وتسحبها دوامة الشغل فتنسى فعليا إنها بنت اتخلقت عشان الجواز، وتسحب الدوامة جمالها معاها. وتيجي مرحلة ما بعد الثلاثين، واللى يقل فيها الجمال، ودا أمر طبيعى، وبدل الاعتراف بأنها كانت مخطئة فى وجهة نظرها، تبدأ تتمسك أكثر بيها علشان شكلها قدام الناس، حققت النجاح اللي عايزاها ولكن الدنيا خدت اللي هي عايزاه، أعرف بنت عندها أكثر من 30 سنة متعلمة وناجحة جدا، ويتمنى الكثير معرفتها بس معرفتها لأنها الناجحة ولكن لا أحد يتقدم لخطبتها، فهي الفانية للعمل التي أغلقت باب الزواج بلا وعي، كنت أتحدث معها عن رأيها في الزواج وبتركيزي على عينيها التي تقول فيها إنى أكذب، ويديها التي تعبر عن رغبة في عدم الرد، تقول أنا اخترت الشغل ولو عايزة اتجوز من بكرة هتجوز، عفوا سيدتى فرعشه صوتك دليل على كذبك، البنات بقوا يكدبوا على نفسهم، بيكدبوا الكدبة ويصدقوها. صدقونى المساواة والحرية والعمل والنجاح والحفر في الصخر كلام فاضي لو هيكون على حساب الفطرة، وهى بناء المجتمع، دخلت علينا مصطلحات غربية تسلب منا فطرتنا.. راجعي نفسك. كنت بتفرج على لقاء للفنانه صباح، اللي فضلت الفن على حياتها الشخصية، وردا على سؤال لو الزمن رجع بيكي تختارى الفن ولا الأسرة؟ قالت: الأسرة والراحة ومش عايزة الفن والشهرة، يمكن صباح كانت أجرأ من بنات كتير بتكدب علشان اختارت من الأول غلط وبتتمسك بغلطها. وفي النهاية أنا مش ضد عمل المرأة، أنا ضد خيبتها.