سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الوطن" تنشر التسجيلات الممنوعة لندوة باسم يوسف في أمريكا: من يديرون مصر "مهرجون" الإعلامي الساخر: السلطة دائمًا تحاول إيهام الناس بأن حرية الرأي تهدد حياتهم
تنشر "الوطن" مقاطع صوتية، لم يتم نشرها، من ندوة الإعلامي الساخر باسم يوسف في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتحدث خلالها عن الصراع الدائر بين السلطة الحالية وجماعة الإخوان في مصر، وعن الصعوبات والتحديات التي تواجهها مصر في الفترة المقبلة، موجهًا انتقادات حادة للإعلام المصري، وتحدث أيضًا عن برنامجه "البرنامج" الذي تم إيقافه من على قنوات "سي بي سي"، كما واجه باسم يوسف الانتقادات من بعض الحاضرين، وأوضح في ختام الندوة علاقته بمنتج "البرنامج" الذي ينتمي إلى عائلة "إخوانية". في بداية التسجيلات الصوتية، سأل أحد حضور الندوة عن علاقة النظام الحالي في مصر مع جماعة الإخوان، فأجاب باسم يوسف: "العلاقة بينهما معقدة لا يمكن حلها بسهولة، فهي مثل الزواج أو علاقة العمل، يجب أن يكون كل شيء فيها بالاتفاق، ولهذا يجب الوصول إلى حل وسط بين الطرفين، ولكن بعض مؤيدي جماعة الإخوان عنيدون ومتمسكون بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى رئاسة البلاد، وإلا لن يكون هناك أي اتفاق؛ وللأسف لا أحد يسعى لحل هذا الخلاف". وأضاف باسم يوسف: "ما يحدث في مصر الآن من فوضى وعدم استقرار يشبه إلى حد كبير الفترة التي أعقبت إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية استقلالها عام 1776، واستمرت الفوضى في الشارع الأمريكي حوالي 12 عامًا حتى كتابة الدستور في 1788، ولكن لا بد من التفاؤل رغم صعوبة ما تمر به البلاد". وردًا على سؤال آخر عن أكبر التحديات التي تواجه التعليم في مصر خلال الفترة المقبلة، قال باسم يوسف: "إن أكبر المشاكل في مصر هي القيادة وطريقة إدارة البلاد، فإذا قمنا بإصلاح ذلك فسنستطيع أن نصلح التعليم والاستثمار والسياحة وأي شيء آخر، ولكن المشلكة هي أن هناك (مهرجون) يديرون الدولة، وهذه هي العقبة الكبرى". وأكد الإعلامي الساخر باسم يوسف: "مصر تحتاج فترة من الوقت لتتعافى مما أصابها في السنوات الماضية، وهذه الفترة قد تصل إلى عدة أجيال؛ فالمشكلة ليست في تغيير الحكومة وحدها، ولكن يجب على الناس أن يطوروا تفكيرهم وثقافتهم، لأن السلطة دائمًا تجعل الناس في شعور بالقلق وعدم الاستقرار لتفقدهم القدرة على التفكير المنطقي وتوهمهم بأن حرية الرأي ليست حقًا من حقوقهم وأنها تشكل تهديدًا لهم، وبأن الاستقرار يأتي في بقاء هذه الحكومة أو هؤلاء الأشخاص في الحكم". وتحدث باسم يوسف عن الدكتور مصطفى حجازي، مستشار الرئيس المؤقت للشؤون السياسية والاستراتيجية، وعن عدم وجود أخبار جديدة بشأنه، قائلًا: "سأبلغ مصطفى حجازي أن الناس تريد أن تطمئن عليه؛ ولكنني أريد أن أوضح أنني قابلت حجازي شخصيًا، وهو شخص لطيف للغاية، ومن الأشخاص الذين يعملون في صمت وهدوء ويبعدون عن الأضواء الإعلامية". وأوضح الإعلامي الساخر في رده على سؤال حول كيفية تمكنه من التوفيق بين عمله والمحافظة على حرية الكلمة وسلامته الشخصية، "أنا أبعد نفسي عن الأماكن الغير مرغوب فيها، فمثلا لا أشارك في الاحتجاجات والمظاهرات، كل ما أفعله هو أن أذهب من البيت إلى النادي أو إلى المسرح". ووجه باسم يوسف رسالة إلى المدافعين عنه أو من يوجهون له الإهانات على شبكات التواصل الاجتماعي بأن يهدأوا قليلًا ويوجهوا طاقاتهم إلى شيء مفيد لهم، قائلًا: "(البرنامج) هو مجرد برنامج تليفزيوني، ومن الطبيعي أن يعجب به البعض وألا يُرضي البعض الآخر". وتابع باسم يوسف: "لا أعتقد أنني واجهت لحظات صعبة أمام الجمهور، ففي كل مرة أواجه الجمهور لدي رسالة أحاول توصيلها، وكل مرة أحاول أن أكون في أحسن حالاتي". وعن خلافه مع قنوات "سي بي سي"، أشار باسم يوسف إلى أنه "من الصعب أن يتعاون فريق عملي مع إدارة القناة مرة أخرى، رغم أن سبب وقف إذاعة (البرنامج) ليس واضحًا بالنسبة لي، فأنا لا أملك دليلًا على أن قرار الوقف جاء بناءً على تعليمات من النظام أو بأن سياسة القناة موجهة لحماية أشخاص بعينهم". أما عن برنامجه الآخر "أمريكا بالعربي"، أوضح الإعلامي الساخر: "واجهنا صعوبات في التمويل لأننا لم نخطط له بشكل جيد". وسأل أحد الحاضرين عن لحظات الأسف التي شعر بها باسم يوسف في ظل الأحداث الجارية في مصر منذ 3 سنوات، فأجاب: "أنا لا آسف على شيء غير المواطنين البسطاء، لأن الأحداث الأخيرة في مصر أظهرت أنه لا وجود حقيقي للتيار الليبرالي في مصر، وهذا ما كشفته الديمقراطية، لأن كل الأطراف تبالغ في تقديس رموزها وأفكارها بشكل أكثر من اللازم، ويبقى رجل الشارع البسيط عالقًا في المنتصف". وعن رغبته في العمل مع "جون ستيورت" أو في برنامج "Daily Show"، قال باسم يوسف: "إن وجودي في مصر هو الأهم، وأتمنى وجود العشرات من البرامج المتنوعة على مختلف القنوات التي تهدف إلى زيادة الوعي"، موضحًا أنه لا يريد دعمًا من "جون ستيورت" في هذه الفترة حتى لا يظهر للناس بأنه يلجأ إلى الدعم الأجنبي كلما تعرض لمشكلة، كما أن المصريين يشعرون ب"الذعر" من كل ما هو أجنبي، وأنه يكتفي بهذا القدر من الاتهامات بالعمالة ل"الموساد" أو المخابرات الأمريكية أو الماسونية لمجرد أنه استلم جائزة حرية الصحافة من أمريكا، على حد قوله. ولفتت سيدة من حاضري الندوة إلى أن لها العديد من الأصدقاء ممن يحبون ويتابعون برنامج "البرنامج" ولكنهم متخوفون مما يحدث في الشارع المصري، وأنه ربما هذا ليس الوقت المناسب لانتقاد الجيش أو السلطة الحالية، فرد عليها باسم يوسف متسائلًا: "ما هو الوقت المناسب؟ عام 2050 مثلا؟. الناس حين يشعرون بالقلق لا يقبلون التفكير المنطقي ولا يريدون سماع أي شيء يخالفهم في الرأي؛ وهذا هو نفس الأسلوب الذي استخدمته جماعة الإخوان عندما كانت في سدة الحكم. لا يوجد شخص موضوعي ولا حتى أنا، ولكن الفرق هو مدى دفاعنا عن أفكارنا أو هجومنا على الأفكار الأخرى". وأضاف باسم يوسف: "أكرر مجددًا أن (البرنامج) مجرد برنامج تليفزيوني، وأشعر بالحزن حين لا يتفهم الجيش أو السلطة الحالية أن هذا مجرد برنامج تليفزيوني ولا يهدد الأمن القومي، إلا أن هذا الأمر يظهر مدى هشاشة النظام الحالي أيضًا". ووجهت إحدى الحاضرات النقد إلى الإعلامي الساخر باسم يوسف، معترضة على التعبيرات الإباحية والإيحاءات التي يستخدمها في "البرنامج"، كما رفضت تشبيه مصر بشخصية "جماهير" وإهانة القوات المسلحة المصرية، وأضافت: "حتى جون ستيورت في برنامجه يسخر من القرارات السياسية ولكنه لا يسخر من المجندين الذين يواجهون الموت على الحدود مقابل أمن البلاد"، ورد باسم يوسف قائلًا: "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع". ويظهر في التسجيل الصوتي حوار جانبي بين اثنين من الحاضرين بأنهما قدما 6 أسئلة إلى باسم يوسف إلا أنها قوبلت بالرفض لعدم إحراجه، وتساءل أحدهما مستنكرًا: "أومال هو جاي ليه؟". وتحدث باسم يوسف عن صديقه طارق القزاز منتج برنامج "البرنامج"، والذي ينتمي إلى عائلة "إخوانية" ولكنه يرفض سياسة الجماعة، رغم أن شقيقه كان أحد مستشاري الرئيس المعزول محمد مرسي، قائلًا: "شقيق طارق القزاز محتجز حاليًا هو ووالده الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، وطارق يواجه خلافات كبيرة مع عائلته بسبب (البرنامج) حتى أن الأمر وصل إلى أن والده طرده من البيت بعد حبس أخيه". وفي ختام الندوة، قال الإعلامي الساخر باسم يوسف: "بالنظر إلى الصورة كاملة في مصر؛ فنحن ندعي بأننا قمنا بثورة من أجل الحرية، ولكن في المقابل نجد ممارسات من السلطة تنافي تمامًا أهداف الثورة بسبب الخلافات السياسية.. ولكن في النهاية الكوميديا هي التي تعطينا الأمل".