تعانى قرى المواسير، والهوارى، والحكر، وظهر الجمل، والثمانين، والأربعين، والحجارة، والمجاورة، وزرزورة، وأبوسعيدة، التابعة لمركز إيتاى البارود بالبحيرة، من عدم توافر مياه الرى اللازمة لرى أكثر من 10 آلاف فدان، بما ينذر ببوارها، وسط غياب لمسئولى المحافظة والرى والمحليات ونقابة الفلاحين. وبكلمات موجعة ومؤلمة، عبر الأهالى، عما وصل إليه حالهم من بؤس وشقاء ومتاعب مستمرة وخسائر متتالية فادحة، وقالوا: «إحنا خلاص زهقنا وطهقنا وبدأنا نشعر إنه خراب ديار وموت كمان، السولار مش لاقيينه عشان نشغل المكن لرى الأراضى العطشانة، ومياه الرى اللى مفروض تروى آلاف الأفدنة اللى قربت تبور مش موجودة من أصله، عشان كده قطعنا الطريق الزراعى السريع يمكن حد يحس بينا ويحل مشكلتنا». وقال هلال واصل «فلاح»: هذه المشكلة تتكرر فى هذا الوقت من كل عام، خاصة فى فصل الصيف، الأمر الذى يهدد الزراعات الصيفية بالتلف والأراضى الزراعية بالبوار بشكل حقيقى ينذر بكارثة تؤدى إلى تشريد آلاف الفلاحين وأسرهم. وأضاف عصام خير الله: «إحنا خلاص زهقنا وطهقنا وبدأنا نشعر إنه خراب ديار وموت كمان، السولار مش لاقيينه عشان نشغل المكن لرى الأراضى العطشانة، ومياه الرى اللى مفروض تروى آلاف الأفدنة اللى قربت تبور مش موجودة من أصله، عشان كده قطعنا الطريق الزراعى السريع يمكن حد يحس بينا ويحل مشكلتنا، لأن التهديد أصبح مباشر لينا ولأولادنا فى رزقنا وأكل عيشنا، اللى هو من الأرض الزراعية اللى إحنا بنعتبرها ثروتنا الحقيقية، وبصراحة إحنا مش هنسمح بعد كده إن معاناتنا تستمر أكثر من كده، عشان ده حرام». وأشار محمد عبدالعزيز «مزارع» إلى أن آلاف الأفدنة بالقرى العشر، باتت على وشك البوار والإهلاك، والزراعات الصيفية المتمثلة فى الأرز والذرة والقطن والطماطم وغيرها تتعرض للتلف الشديد، بسبب النقص الحاد فى مياه الرى، وجفاف ترع الخندق، ومعنيا، والعشرين، التى تروى هذه الأراضى، وبات البحث عن مياه الرى بمثابة الحلم الكبير لنا فى هذا الوقت من كل عام، إلا أن المشكلة هذا العام تطورت إلى أزمة حقيقية، وفشلت وزارة الرى ومسئولوها بالمحافظة والمركز، فى التعامل معها بشكل جاد، ما أدى إلى تفاقمها وتضاعف تأثيراتها علينا كمزارعين، خاصة أننا نعانى العديد من المشاكل والأزمات على مدار الموسم، دون تدخل حقيقى من الحكومة والمسئولين لحل مشاكلنا التى باتت الكابوس المزعج لنا جميعاً. عبد المنعم عبدالله «مزارع» قال: إننا اضطررنا بسبب عدم توافر مياه الرى إلى تشغيل ماكينات رى بالجهود الذاتية لرى أراضينا من مياه الآبار الجوفية، والكل يعلم مدى التأثير الضار لمياه الآبار الجوفية على التربة الزراعية بسبب ارتفاع نسبة الأملاح فيها، الأمر الذى يؤثر بالسلب على جودة وكفاءة التربة والأرض فى المستقبل، وهو ما يساعد على بوار هذه الأراضى وهى جريمة كبرى فى حق الأجيال القادمة، ويجب محاسبة المتسبب فيها، ناهيك عن المعاناة المستمرة التى نعانيها فى سبيل الحصول على السولار، فى ظل أزمة كبيرة بمحطات الوقود بسبب النقص الحاد فى كميات السولار والبنزين الواردة إلى المحافظة، ما ضاعف من أزمتنا ومعاناتنا بشكل يومى ومستمر. بسيونى قطب وعاطف القاضى أشارا إلى أن الفلاحين «طفح بيهم الكيل»، بعد كم الشكاوى والاستغاثات اللى أرسلوها إلى الرى والمحليات والمحافظة، وقالا: «الفلاحون بيشوفوا أمام عينيهم زراعاتهم بتهلك، وأراضيهم بتبور، بسبب عدم وجود مياه الرى فى ترع الخندق ومعنيا والعشرين، لذلك قطعوا الطريق الزراعى السريع عند قرية ظهر الجمل، ومنعوا السيارات من المرور وولعوا النار فى كاوتش العربيات القديم، لأن ما كانش فيه حل تانى قدامهم غير كده، عشان يجبروا المسئولين على حل أزمتهم مع مياه الرى».