مجزرة غزة .. بقعة الزيت اللاهب .. معركة الفرقان. الحرب على غزة، أو "الرصاص المصبوب"، عملية حربية واسعة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 48 ساعة فقط من تهديدات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة "تسيبي ليفني" بشن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع .. واليوم، وفي الذكرى الخامسة لها، يسترجع جيش الاحتلال ذكرياته بقصف غزة مرة أخرى. البداية: الساعة: 11.30 ص. اليوم: 27 – 12 - 2008. المكان: قطاع غزة يبدأ جيش الاحتلال هجومه الغاشم الذي استمر لمدة 22 يومًا ب70 طائرة؛ ليسقط 1430 شهيدًا فلسطينيًا و6000 مصاب. كان اليوم الأول من الهجوم هو الأكثر دموية؛ حيث سجل أكبر عدد من الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948، حيث استشهاد أكثر من 200 فلسطينيًا وجرح أكثر من 700 آخرين، مما حدا إلى تسمية أحداث اليوم الدامية ب"مجزرة السبت الأسود". وتأتي العملية على غرار رد حماس على اختراق إسرائيل فترة التهدئة بين الطرفين، حيث قامت بتنفيذ 162 خرقًا للتهدئة، كان أشدها وأشهرها الخرق المنفذ في تاريخ 4 نوفمبر 2008، حيث قامت بتنفيذ غارة أدّت إلى مقتل ستة أعضاء من مسلحي حماس. وردت حماس بإطلاق صواريخ محلية الصنع على مناطق جنوب إسرائيل، ولم تهدأ الضربات المتبادلة في الفترة التالية، وقبل انتهاء اتفاق التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في 19 ديسمبر 2008، نشرت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، جردًا للخروقات الإسرائيلية للتهدئة، وقالت إنها بلغت 195 خرقًا في القطاع، تراوحت ما بين قتل 22 فلسطينيًا بينهم مدنيين وإصابة 62 من بينهم تسعة من الصيادين والمزارعين، واعتقال 38 شخصًا. أما الضفة الغربية فوصل عدد الخروقات الإسرائيلية – وفقًا لما نشرته سرايا القدس - أكثر من 1260 خرقًا، حيث تم قتل 21 من النشطاء والمدنيين، وأصيب 245 فلسطينيًا، أغلبهم أصيبوا خلال مظاهرات ضد جدار الفصل، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 1111 فلسطينيًا؛ فقامت عناصر تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة بإطلاق أكثر من 130 صاروخًا وقذيفة هاون على مناطق في جنوب إسرائيل. كل هذا جعل إسرائيل ترد ب"الرصاص المصبوب"، لترتكب جرائم حرب، وتستهدف عشوائيًا المدنيين في غزة، فليس هناك فرق بين الأطفال أو النساء أو الشيوخ أو الشبان؛ ليتحول القطاع إلى بقعة نار ملتهبة بسبب قذائف الطائرات الإسرائيلية. كما استخدم الاحتلال مادة "الفسفور الأبيض"، السلاح المحرم دوليًا، فضلاً عن بعض الأسلحة التي تتسبب في حروق كبيرة وبتر في أجساد المواطنين. شهداء وجرحى: وأفادت إحصائيات لجنة توثيق الحقائق الحكومية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن عملية الرصاص المصبوب أدت إلى استشهاد أكثر من 1436 شهيدًا بينهم 1223 ذكرًا و213 أنثى، منهم نحو 410 طفلاً و104 امرأة ونحو 100 مسن، فيما بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 14 شهيدًا و4 صحفيين. وأن هناك أكثر من 5400 جريح، من بينهم أكثر من 400 إصابتهم خطيرة، وبلغت نسبة الأطفال والنساء من بين الجرحى نحو 50%، بينهم مئات الإعاقات، فضلاً عن 253 جريمة قتل في جميع أنحاء القطاع (84 في الشمال، و96 في مدينة غزة، و28 في الوسطى، و24 في خان يونس، و21 في رفح). أما بشأن الاعتداء على الطواقم الطبية والدفاع المدني بلغت 12 اعتداء نصفهم في الشمال والنصف الآخر في غزة، فيما تم توثيق 20 حالة من التعذيب والمعاملة اللإنسانية توزعت: 17 في الشمال، 2 في غزة، 1 في خان يونس. وأكدت اللجنة أن الاحتلال أخذ 20 مواطنًا رهائن، منهم: 18 في الشمال، و1 في غزة، و1 في خان يونس، في حين استخدم أسلحة محرمة دوليًا 21 مرة (16 شمال، و3 غزة، و2 خان يونس). خسائر مادية: هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي 4100 مسكن بشكل كلي، و17000 بشكل جزئي، فيما دمر 20 مسجدًا، و25 مدرسة وجامعة ومستشفى، وفقًا لتوثيق اللجنة الحكومية. أما خسائر المرافق الحكومية، حيث تضرر 173 مرفقًا تابعًا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، منها تدمير 155 مسجدًا، حيث تم تدمير 45 مسجدًا بشكل كلي و55 جزئي، ومثلهم ضرر خفيف، وقُدرت خسائر مرافق وعقارات تابعة لوزارة الأوقاف 13 مرفقًا، حيث تم تدمير 6 مرافق بشكل كلي و7 بشكل جزئي، كما تضررت 5 مقابر، وأما عن خسائر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، فتضرر 62 منشأة. واليوم: وفي الذكرى الخامسة "بالتمام والكمال"، في 27 - 12- 2013، يأتي الجيش الإسرائيلي، ليحتفل بنفس الطريقة ويقصف نفس الأرض. بعد خمس سنوات، شهدت خلافات عظمى في المنطقة لم تشهدها عقود سبقتها، غير أن شيئًا واحدا لم يتغير، هو أوجاع ذلك الشعب الفلسطيني في غزة .. ذاك الشعب المقهور بين جبروت الداخل من حماس، و"الرصاص المصبوب" من إسرائيل.