قليلون من يملكون الإرادة لتغيير ما ألم بهم، وسعيدو الحظ من كللت خطواتهم بالنجاح، "هبة" 23 عاما، واحدة من فتيات مؤسسة بنات الغد بمنطقة إمبابة، تمكنت من تغيير واقعها من مجرد نزيلة في الدار إلى أخصائي اجتماعي بها؛ لتقوم خلال رحلة طويلة من التحدي ما بين تجاهل البعض لها وبين قسوة الظروف التي دفعتها لتتمسك بحلمها ويكون دليلها في ذلك هو تعليمها وسط كل ما مرت به، لتلتحق بالدراسة في المرحلة الجامعية بالمعهد العالي للسياحة والفنادق أكاديمية الفراعنة، لتجتاز خلالها الفرقة الأولى بتقدير امتياز والفرق الثانية والثالثة بتقدير جيد جدا. تمارس هبة دورها كطالبة في الصباح وتعود أدراجها في المؤسسة لتقوم بمهمة الإشراف التي تولتها قبل سنوات، وتحديدا منذ أن كانت نزيلة في مؤسسة فتيات العجوزة، وقتها لم تكن مشرفة لكنها كانت مسؤولة عن مجموعة من الفتيات بصورة كبيرة؛ لتصبح تلك المسؤولية هي الباب الذي يقودها إلى الطموح والتحدي الذي يدفعها للنجاح دوما مراحل التميز رغم قلتها في حياتها لكنها فارقة، كان أبرزها حينما التحقت للسفر إلى هولندا للمشاركة في دوري كرة القدم لأطفال بلا مأوي، عام 2016 تقول: "اكتشفت إني مش لوحدي وإن مش مصر بس اللي فيها أيتام دي تقريبا كل الدول فيها، ودي ادتني ثقة في نفسي إني لازم أكون حاجة وأكمل". تحكي هبة عن جائزة "ناشيونال بلان" التي حصلت عليها في عام 2015 لتميزها وتفوقها، وتقديمها نموذجا مشرفا بين باقي رفيقاتها، تتحدث بفخر جعلها تزين صدر غرفتها بدرع الجائزة، وتقول: "حسيت بفخر وأنا بخدها.. وخلاني أتعلق بكل أحلامي اللي نفسي فيها". حصلت على جائزة "ناشيونال بلان".. وتتحدث الإنجليزية والألمانية المواقف الصعبة لا تزال تحاصرها، فبعد أن أصبحت أخصائيا اجتماعيا بمؤسسة بنات الغد، قررت الذهاب لمواصلة الود بين رفيقاتها في مؤسسة فتيات العجوزة، لكن صدمتها تعاملات البعض تقول: "رجل الأمن لما عرف إني مشرفة في بنات الغد رحب بيا وقالي اتفضلي يا ميس هبة، وأول ما شاف بنت من الدار بتجري عليا وتحضني قالي طلعي بطاقتك أنت من البنات في الدار ولا إيه؟". الموقف رغم قسوته لن يغير من طموحها في شيء، وتقول: "هكمل المشوار مهما واجهت"، بهدف وضعته أمام عينيها طوال الوقت: "اللي عنده طموح هيقدر يوصل له حتي لو في دار أيتام"