تواصلت الاشتباكات بين قوات حكومة جنوب السودان والقوات المسلحة الأخرى، أمس، بعد أن وصلت الاشتباكات إلى منطقة منتجة للنفط، فى صراع عاد بالانقسامات العرقية إلى بلد لم يمر عليه عامان بعد انقسامه عن السودان. وأجرى وسطاء أفارقة محادثات مع رئيس جنوب السودان، سلفاكير، فى محاولة لإحلال السلام، وحث الرئيس الأمريكى باراك أوباما الفصائل المتحاربة على وقف القتال. ولجأ الآلاف إلى مجمعات تابعة للأمم المتحدة، بينهم نحو 200 من عمال النفط فى إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية. وقال مسئولون فى الأممالمتحدة، إن أفرادا من قبيلة «النوير» هاجموا قاعدة تابعة للمنظمة الدولية فى ولاية «جونقلى»، وأدى القتال إلى زيادة حالة عدم الاستقرار فى هذه المنطقة الهشة بالفعل من أفريقيا، وعرقل جهود الدولة الوليدة لبناء مؤسسات فعالة. ووصل فريق وسطاء الاتحاد الأفريقى إلى «جوبا» لإجراء محادثات، وقال مسئول إثيوبى إن أعضاء الفريق من إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا، وقال المتحدث أتنى ويك أتنى: «لا يزال الاتحاد الأفريقى فى اجتماع مع الرئيس.. رسالتهم هى أنهم يحاولون التوسط لإحلال السلام بين القوتين». وفى واشنطن، أصدر الرئيس الأمريكى بيانا، قال فيه إن الصراع يهدد بعرقلة التقدم الذى حققته البلاد منذ حصولها على الاستقلال. وقال أوباما: «المعارك الأخيرة تهدد وتغرق جنوب السودان مجددا فى الأيام الحالكة التى عاشها بالماضى»، داعيا إلى إنهاء «المعارك الهادفة إلى تصفية حسابات سياسية وزعزعة الحكومة»، معلنا إرسال 45 جنديا أمريكيا إلى جنوب السودان، لتأمين الرعايا الأمريكيين. وأكدت مصادر جنوب سودانية، مقتل لام تيشونق، مدير مكتب رياك مشار، نائب الرئيس السابق، أثناء الاضطرابات فى جنوب السودان، كما سيطرت قوات متمردة تابعة ل«مشار» على مدينة «بور» شمال «جوبا». وفى سياق متصل، دعا النائب السابق لرئيس جنوب السودان، ريك مشار، أمس الأول، الحزب الحاكم والجيش إلى إسقاط الرئيس «سلفاكير»، قائلا: «لا أريد إلا نقاش شروط رحيل سلفاكير. إذا ما أراد أن يتفاوض على شروط تنحيه عن السلطة فنحن موافقون. لكن عليه أن يرحل، لأنه لا يستطيع أن يحافظ على وحدة شعبنا، خصوصا عندما يعمد إلى قتل الناس كالذباب ويحاول إشعال حرب عرقية». وعلى صعيد آخر، دعا أمين عام الأممالمتحدة، بان كى مون، إلى محاسبة المسئولين عن تدبير الهجوم على قاعدة بعثة المنظمة الدولية فى جنوب السودان، والذى أدى لسقوط ضحايا وسط الجنود الأمميين والمدنيين.