طالب عبدالفتاح الجبالي، رئيس مجلس إدارة جريدة "الوطن"، ووكيل أول المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بوضع خارطة طريق لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة. جاء ذلك خلال كلمته بمنتدى "إعلام مصر" الذي انطلق اليوم، متابعًا أن هذه الوسائل تتمتع بميزة عامة وهي تستر الهوية مما يسهل من انتشار خطابات الكراهية والتي تحض على العنف. كما انتقل الحديث من الخلايا النائمة إلى الخلايا الإلكترونية، فضلًا عن الهجمات على المؤسسات خاصة الاقتصادية، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الشائعات دون أي عائق قانوني. ولمواجهة انتشار الأخبار الزائفة عوامل كثيرة، ذكرتها الدكتورة ليلى عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أبرزها دور وسائل الإعلام في سرعة الرد على الشائعات ومحاولة القضاء عليها خاصة التي تمس الاهتمامات الأساسية للمواطن المصري، بالإضافة لتعليم المواطن كيفية التعامل مع وسائل الإعلام من خلال بعض المهارات التي يكتسبها للتعامل مع الأخبار وذلك عن طريق تدريس "التربية الإعلامية". وشددت عبدالمجيد، ل"الوطن" على أهمية تدريس "التربية الإعلامية" للأطفال والطلاب بالمدارس والجامعات، حتى يستطيعوا التعامل مع الأخبار المنشورة، والوصول إلى مصدرها الرئيسي عبر وسائل الإعلام الرسيمة، مشيرة إلى الدور الذي قام بعض الشباب في معالجة هذا الأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي يعد اجتهادًا شخصيًا لهم كمحاولة للوصول إلى الحقائق. "يجب التعامل مع هذا الشباب الواعي المحب لوطنه وتدريبهم بشكل منظم حتى يكونوا على خارطة تعليم الناس وتوعيتهم بكيفية التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، وخطورة مشاركة الأخبار دون التأكد من مصدرها" .. آلية أخرى تخدم مواجهة الأخبار الزائفة تطرقت إليها أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة. ومن جانبها، أشارت الدكتورة هويدا مصطفى، الأستاذة بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ل"الوطن"، إلى أهمية وجود تشريعات وقوانين تجرم نشر الأخبار غير الصحيحة من جانب مؤسسات الدولة، بالإضافة للتوعية المجتمعية بأهمية التأكد من مصدر الأخبار وصحتها عن طريق ذكر المصادر الموثوق منها، ومدى تداول تلك المعلومات عبر المواقع الرسمية وبأكثر من مكان وعدم على الاعتماد على الحسابات المجهلة. ويرى الدكتور محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، خلال حديثه ل"الوطن" أن المجتمع بحاجة إلى رؤية واستراتيجية واضحة من القائمين على الإعلام لمواجهة الشائعات، وعلى المواطنين دور آخر بالوعي بخطورة الأوضاع الحالية بمصر ورغبة الكثير بتصدير معلومات مغلوطة يجب ألا تصدق إلا من خلال مصادر موثوق منها، بالإضافة لأهمية تدريس مادة "التربية الإعلامية" بالمدارس والجامعات. وانطلق منتدى مصر للإعلام فى نسخته الأولى تحت عنوان «الإعلام وعصر ما بعد المعلومات.. خطوة إلى الأمام»، الذى ينظمه النادى الإعلامى بالمعهد الدنماركى المصرى للحوار (DEDI) بالشراكة مع جريدة «الوطن»، اليوم الأحد، ولمدة يومين. ويناقش المنتدى العديد من القضايا والموضوعات المهمة التى باتت تمثل تحديا كبيرا أمام وسائل الإعلام فى مصر والعالم، بحضور 500 صحفى وإعلامى، بالشراكة مع «الوطن»، وبالتعاون مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والدولية. ويعرض المنتدى تجارب تنظيم الإعلام فى العالم، وكيفية تحقيق التوازن بين حرية الرأى والتعبير، وضبط الأداء المهنى لوسائل الإعلام، كما يستعرض تجارب دولية فى مجال الإبداع فى الإعلام والاتصال، ونقل الخبرات فى هذا الإطار.