في تحليله لقرار الرئيس محمد مرسي بإقالة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، قال الكاتب الإسرائيلي رون بن يشاي في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن مرسي استغل مذبحة الجنود التي تعرض لها أفراد الجيش المصري في أحداث رفح الأسبوع الماضي للاستيلاء على السلطة كاملة، وهو يدرك جيدا أن الشعب يؤيده في ذلك، أو على الأقل قطاع عريض من الشعب، والأهم من ذلك أنه نجح في إيصال الإخوان المسلمين لكافة السلطات في مصر، تنفيذية وتشريعية. وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن المصدر الوحيد الذي يهدد حكم الإخوان المسلمين في مصر حاليا، هو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولهذا فقد قام باتخاذ قراراته بإحالة طنطاوي وعنان للتقاعد. وشبه بن يشاي خطوة مرسي بتلك التي اتخذها رجب طيب أردوجان حينما عمل على إضعاف الجيش حتى لا يفكر أي منهم في القيام بانقلاب ضده، إلا أن هناك فارق وحيد بين مرسي ورئيس الحكومة التركية، وهو أن أردوجان استطاع تحمل الجيش لمدة خمس سنوات، في حين أن مرسي رفع سيفه على الفور. وأكد بن يشاي على أن خطوة مرسي لها أبعاد سياسية إلى جانب الأبعاد الأمنية، فالقرار ليس شخصيا، ولكنه اقتناص سريع للقوة السياسية للجيش، وبقدرته على التأثير في النظام الجديد في مصر، مشيرا إلى أن هذا القرار سيء، سواء كان لإسرائيل أو الولاياتالمتحدة، خاصة وأن علاقة الدولتين بمصر فيما قبل في عهد مبارك كانت تجري بشكل أساسي من خلال قادة الجيش والمخابرات المصرية. وتابع الكاتب الإسرائيلي: "مرسي تعمد تعيين قادة جدد من أقرب الرجال لطنطاوي، تجنبا للصدام مع الجيش الذي ما زال يحظى بالاحترام الكامل من قبل الشعب المصري، وعلى الرغم من أن طنطاوي لم يكن من مؤيدي إسرائيل، إلا أنه لم يكن من معارضيها أيضا، في حين أن عنان كان معروفا بعلاقاته الطيبة مع إسرائيل، وهو ما يعني أن قرار مرسي يخالف مصالح إسرائيل على المدى البعيد، والعلاقات مع الولاياتالمتحدة. والقرار لا يعني إلا أن الإخوان المسلمين استقووا على حساب الجيش المصري "العلماني". الأوضاع في مصر بدأت تسير على خطى تركيا بالفعل". وأنهى بن يشاي مقاله مؤكدا على أنه من الواضح جدا أن الرئيس مرسي وجماعته سيضطرون للاعتماد على الولاياتالمتحدة على المدى الطويل للحصول على المساعدات العسكرية والاقتصادية، إلا أنه، وكما أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، لن تكون هذه المساعدات مجانية، كما أنها أوضحت أن اتفاقية السلام مع إسرائيل هي حجر الأساس في علاقات مصر وإسرائيل والولاياتالمتحدة.