ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها لهذا اليوم أن جولة الربيع العربي التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان خلال هذا الشهر أظهرت ما يخبئه من خيرٍ وشر في ثقته القيادية المتزايدة. وتابعت الصحيفة أن العالم الإسلامي في أمس الحاجة إلى بعض النماذج الديمقراطية، فخلال زيارته الأخيرة إلى كلاً من مصر، ليبيا، وتونس قدم الزعيم التركي الذي يترأس حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية في بلاده، حجة قوية أوضح فيها أن الدين الإسلامي يتفق بشكل كبير وأساسي مع الديمقراطية.
وقد أوضح أردوجان خلال زيارته إلى تونس أن مسلمي تركيا يمثلون النسبة المتزايدة من إجمالي سكان البلاد حيث بلغت تلك النسبة نحو 99% من إجمالي السكان، ومع ذلك فإن تركيا تعتبر دولة ديمقراطية علمانية تتساوى فيها جميع الأديان، وسوف يتوجه الناخبون التونسيون خلال الشهر المقبل من أجل انتخاب جمعيتهم التأسيسية الأولى منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن على.
وطالبت الصحيفة من أردوجان أن يزن الكلمات التي ينطقها على لسانه والتي يهدف منها إلى حشد الرأي العام العربي لجانبه؛ وأن يزن العواقب الكاملة لتلك الكلمات خاصة بعد زيارته التي قام بها إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث زادت الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل؛ ووجه خلالها أردوجان العديد من الانتقادات الحادة إلى إسرائيل، مشيراً إلى أنها تمثل خطراً على المنطقة بأثرها وكذلك على تركيا أيضاً، وتابع أردوجان أن إسرائيل تعتبر الطفل المدلل لدول الغرب.
ورأت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي يلعب لعبة خطيرة؛ لاسيما مع إسرائيل، وليس هناك أي شك في أن التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو يمكن أن يكون محبطاً، وقد حيدت تركيا كامل علاقاتها مع إسرائيل بعد رفض الثانية للمباحثات السلمية التي توسطتها الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال وقت سابق ليتم غلق الكتاب الذي انتهت أبوابه عند الاعتداء الإسرائيلي على قافلة المساعدات التركية إلى قطاع غزة، والتي قتلت خلالها القوات الإسرائيلية ثمانية أتراك.
وقالت الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي يضع من خلال موقفه هذا الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي في موقف حرج خاصةً بعد أن وجه تهديداً مباشراً إلى إسرائيل بإرسال بلاده سفن حربية إلى البحر المتوسط لمرافقة السفن التركية المتوجهة إلى قطاع غزة، ورأت الصحيفة أن الأمور بذلك يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة وأن أردوجان بذلك يخاطر بكافة المعاملات التجارية بين تركيا وإسرائيل.
ورغم ما أشارت إليه الصحيفة إلا أنها طالبت العالم العربي بأن يحتذي بتركيا نظراً لان هناك الكثير من الأمور التي يمنحها هذا الحق فعلى مدى التسعة أعوام الماضية أطلقت الحكومة التركية متمثلة في حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوجان العنان لطاقات رجال الأعمال في تركيا، مؤكدة بذلك سيطرة الحكومة المدنية على الجيش التركي الذي كان يهيمن قبل ذلك على مقاليد الأمور وقامت بسن القوانين الخاصة بإصلاحات حقوق الإنسان في تركيا، كما منحت الحكومة التركية لحزب العدالة والتنمية كامل الحق في استبدال الدستور التركي الحالي الذي سنته القيادات العسكرية سابقاً ليحل محله دستور أكثر ديمقراطية وعدالة.
وعلى صحيفة الديلي تيليجراف البريطانية رأى الكاتب "كون كوفلين" أن الفلسطينيين يمارسون مزيداً من الضغوطات على الجانب الإسرائيلي من خلال تصعيد حملاتهم داخل الأممالمتحدة من أجل إقامة دولة فلسطين، وأكد الكاتب أن الطلب الفلسطيني الرسمي الذي سيتقدم به الفلسطينيين الجمعة القادمة إلى الأممالمتحدة يهدف إلى إجراء تحول ملحوظ على مقدراتهم السياسية.
وتابع الكاتب أن التحول الملحوظ في سعى الفلسطينيين للاعتراف الأممي بدولتهم جاء بعد فترة طويلة ارتبط بالعنف والإرهاب والفساد المستشري الذي أصاب المؤسسات السياسية لديهم، والذي كان شائعاً في عهد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
وتابع أن مفتاح هذا التحول الواضح يكمن في الخطة الطموحة التي قادها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض على مدى العامين الماضيين من اجل إقامة الدولة الفلسطينية، جمع خلالها فياض مجموعة من المؤسسات الكبيرة منها البنك المركزي الذي يشير إلى استقامة الاقتصاد الفلسطيني الناشئ وكذلك جهاز الأمن الفعال.