خلال كلمته أمام الدورة ال 73 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة انتقادت للأمم المتحدة والمنظومة الدولية، التي قال إنه يجب الاعتراف بوجود خلل يعتري أدائها، ويلقي الكثير من الظلال على مصداقيتها لدى كثير من الشعوب، خاصة في المنطقتين العربية والأفريقية اللتين تعيش مصر في قلبيهما، قائلًا: "كيف نلوم عربياً يتساءل عن مصداقية الأممالمتحدة وما تمثله من قيم في وقت تواجه فيه منطقته مخاطر التفكك وانهيار الدولة الوطنية لصالح موجة إرهابية وصراعات طائفية ومذهبية". وانتقد الرئيس في خطابه تعامل الأممالمتحدة مع الأزمة الليبية حيث قال "ولا يجب أن ننسى أن عاما قد مر منذ تبني مبادرة الأممالمتحدة للمعالجة الشاملة للأزمة الليبية دون تحقيق تقدم في تنفيذها، وهو ما يستوجب منا تجديد التزامنا بالحل السياسي كما تضمنته عناصر تلك المبادرة، بصورة غير منقوصة، فلا مجال لحلول جزئية في ليبيا". كما انتقد أداء المنظمة الدولية في حل مشكلات قارة إفريقيا في جنوب السودان ومالي وإفريقيا الوسطى، فعلى الرغم من الجهود المبذولة في تسويات النزاعات في هذه المنطقة إلا أنها "ما زالت قاصرة عن إيجاد التسوية النهائية للنزاعات"، على حسب وصف الرئيس. التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية كذلك كان محل انتقادٍ من الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته، حيث أكد أن القضية الفلسطينية تقف دليلاً على عجز النظام الدولي عن إيجاد الحل العادل المستند إلى الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة، والذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. انتقاد السيسي للأمم المتحدة في مقرها وعقر دارها، يعيد للذاكرة خطاب الزعيم الراحل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1960، التي وقف أمامها منتقدًا أدائها فيما يخص قضايا المنطقة العربية وقارة إفريقيا، خاصة مع موجات التحرر من الاستعمار التي كان يحمل لواءها. الزعيم الراحل وجه انتقادات حينها لتعامل الأممالمتحدة مع القضية الفلسطينية، حيث قال في نص خطابه "في منطقتنا من العالم في الشرق العربي، نسيت الأممالمتحدة ميثاقها، ونسيت مسئولياتها المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى الدور الذي لعبته عصبة الأمم في إقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين، عن طريق تحقيق وعد "بلفور". عبدالناصر كذلك قال إن الاستعمار، على الرغم من خروجه من البلدان الإفريقية والعربية، إلا أنه يستغل الأممالمتحدة للعودة بشكلٍ آخر "الاستعمار المقنع لا يتورع عن استخدام الأممالمتحدة ستارًا يتحرك من ورائه لتحقيق أغراضه ومطامعه".