تناول المحلل الإسرائيلي "يارون فريدمان" المتخصص في الشؤون العربية، اليوم، في تحليل له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ما قاله محلل سياسي بصحيفة "الوطن" السعودية، حيث طرح سؤالا حساسا للغاية حول إمكانية مباركة الدول السنية للهجوم الإسرائيلي على إيران الشيعية. وأضاف أن هناك الكثير من المعلقين السعوديين أعربوا مؤخرًا عن يأسهم تجاه التسوية الإيرانيةالأمريكية، التي تعطي إيران الشرعية في تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن المخاوف السعودية هي أن في المستقبل القريب يصبح العالم العربي بين قوتين لدولتين نوويتين إيران وإسرائيل. وأشار إلى أن السعودية ترى نفسها الزعيمة الأولى للعالم العربي، وجزيرة الاستقرار والقوة الاقتصادية في المنطقة المليئة بالدم بسبب أضرار "الربيع العربي"، وأضاف أنها اليوم زعيمة العالم السني المعتدل، وتؤيد القوات السنية العلمانية مثل المعارضة السورية "الجيش السوري الحر"، والجيش المصري الذي يحارب الإخوان. ولفت إلى أن السعودية الآن تراقب بقلق شديد الانقسام في القوى السنيّة كحرب عناصر القاعدة بسوريا والجيش السوري الحر، والتوترات بين تركيا ومصر بسبب تأييد رئيس الحكومة التركي "رجب طيب أردوغان" للإخوان المسلمين، وأيضًا نجاح جيش الرئيس السوري "بشار الأسد" في مساعدة حزب الله اللبناني في السيطرة على مناطق في غرب سوريا. وذكر أن أذرع إيران الطويلة ملحوظة بسوريا والعراق، والتي بسببها تقوم حرب دينية بين السنة والشيعة، وتكون الدولتان على وشك الانقسام، مضيفًا أنه في البحرين أيضًا يستمر النظام الإيراني في تحريض الأغلبية الشيعية ضد حكم الأقلية السنية، مشيرًا إلى أن السعودية ترى أن إزالة العقوبات على إيران في المستقبل تتيح لها أن تستمر وتتمادى في تأييدها ودعمها للشيعة في كل هذه الأماكن التي تطولها، وتزيد من حجم الفتنة بين السنة والشيعة. وفي سياق آخر، قال فريدمان، إن المصالح السعودية الإسرائيلية في الشرق الأوسط لم تكن متفقة من قبل، فإن الدولتين الآن لديهما خوف من النووي الإيراني، وتؤيدان حرب الفريق أول عبد الفتاح السيسي ضد التيار الإسلامي، وتهتمان بسقوط حزب الله في سوريا، ولديهما مصلحة في التعزيز من إمكانيات العناصر السنية وإضعاف عناصر القاعدة، والدولتان فقدتا الأمل من سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة. وأشار إلى أن كثيرا من وسائل الإعلام في هذه الأيام أوردت أنباء عن تعاون سري بين إسرائيل والسعودية، مضيفًا أنه يجب الحذر في تناول هذه الأنباء لأنها عادة ما تكون في الصحف المعارضة للسعودية، مضيفًا أن السعودية توجهت من قبل إلى إسرائيل باقتراح الجامعة العربية لتحقيق سلام كامل في الشرق الأوسط، في مقابل عودة إسرائيل على حدود 1967، وأن إسرائيل لم تقبل الاقتراح. وأضاف أنه في الأردن تقام لقاءات بين عناصر من المخابرات السعودية والإسرائيلية، من أجل التعاون في الموضوع السوري، مشيرًا إلى أنه مؤخرًا قد اتهم "فيصل مقداد" وزير الخارجية السوري، السعودية بالتعاون مع إسرائيل ضد النظام السوري، وأن هناك "غرفة عمليات" مشتركة من عناصر الاستخبارات الأمريكية والسعودية والإسرائيلية تعمل لحساب المعارضة السورية. وقال فريدمان إن التقرب السعودي إلى إسرائيل يعد خيانة للمشكلة الفلسطينية، وإذا أصبحت صديقة لإيران فستصبح خائنة للمعارضة السورية. ولفت إلى أن الرئيس الإيراني "حسن روحاني" مستمر في "هجوم الابتسامات" في منطقة الخليج، وقد أرسل وزير خارجيته "محمد جواد ظريف" في جولة لدول الخليج من أجل التودد وأن جواد سيقوم قريبًا بزيارة السعودية. وفي السياق نفسه، قال إن إيران تدعوا السعودية لفتح صفحة جيدة في العلاقات بينهم وتدعي أن البرنامج النووي الإيراني لأهداف مدنية وليس داعي لأن تقلق السعودية. واستنتج أن هجوم الابتسامات الطهراني سينتج عنه حوار سعودي إيراني من شأنه أن يولد تقارب سعودي سني، وأشار إلى أنه في هذه الحالة سيركزوا جهودهم على إيجاد حل للمشكلة السورية، ووقتها سيجتمع قطبي العالم الإسلامي وتبتعد إسرائيل ويستمر الإيرانيون في تخصيب اليورانيوم وفي دعوتهم "الموت لأمريكا" الوحيدة القادرة على إزالة العقوبات الوقاعة على إيران.