أسعار الدواجن اليوم الجمعة 9-5-2025 في محافظة الفيوم    بمشاركة السيسي، توافد المشاركين بالذكرى الثمانين لعيد النصر إلى السجادة الحمراء بموسكو    بابا الفاتيكان الجديد ليو الرابع عشر يقيم أول قداس كبير اليوم الجمعة    جوميز: مواجهة الوحدة هي مباراة الموسم    خريطة الحركة المرورية اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    زيلينسكى يعلن أنه ناقش خطوات إنهاء الصراع مع ترامب    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    ارتفاع صادرات الصين بنسبة 8% في أبريل    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    فرص تأهل منتخب مصر لربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب قبل مباراة تنزانيا اليوم    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    بنك القاهرة بعد حريق عقار وسط البلد: ممتلكات الفرع وبيانات العملاء آمنة    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    كيم جونغ أون يشرف على تجربة صاروخية ويؤكد جاهزية السلاح النووي    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد محسوب: الكثير من الفلول تحولوا إلى «إخوانجية» بعد فوز «مرسى»
وزير الدولة للشئون القانونية ومجلسى الشعب والشورى يتحدث ل«الوطن»
نشر في الوطن يوم 11 - 08 - 2012

لم يتخيل الدكتور محمد محسوب وزير الدولة للشئون القانونية وشئون مجلسى الشعب والشورى ولم يأمل فى الوقت ذاته أن يتقلد منصبا وزاريا فى يوم من الأيام، ما دفعه للتردد فى الموافقة على تولى الحقيبة الوزارية، وما بين اعتقاله للمرة الأولى فى حياته وهو لم يكمل بعد عامه السادس عشر حتى وصوله إلى كرسى الوزارة شهد مسار محسوب العديد من المنعطفات الهامة التى جعلت طالب الطب المتفوق يصبح عميدا لكلية الحقوق جامعة القاهرة، محسوب لا يحسب نفسه على تيار الإسلام السياسى ويرى أنه يقف على مسافة متساوية من التيارات السياسية، عن خطته فى إدارة الوزارة، ورأيه فى مشروع النهضة الذى تروج له جماعة الإخوان المسلمين، وأحداث رفح الأخيرة التى هزت الوطن، وملف ولجنة استرداد أموال مصر المنهوبة التى كانت بوابته للرأى العام بعد ثورة 25 يناير، كان هذا الحوار الذى قال فيه إن الحكومة الجديدة لا تمثل طيفاً سياسياً بعينه، ووصفها بحكومة التكنوقراط، وإن الإخوان المسلمين لا يمثلون فيها إلا ب 4 وزراء فقط.
* من يتحمل مسئولية هجوم رفح؟
- ما حدث فى سيناء إحدى تبعات اتفاقية كامب ديفيد عام 1977، ومعاهدة السلام عام 1979، فهاتان المعاهدتان بملاحقهما الأمنية جعلتا مصر محدودة القدرة فى السيطرة على أراضيها داخل سيناء إجمالا، وليس لنا وجود تقريباً فى المنطقة «ج»، ومن هذا التاريخ حتى الآن بما فى ذلك فترة حكم مبارك كانت هذه المنطقة ليست منطقة سيادة كاملة لمصر وترتب عليه تعامل أمنى سيئ مع عوائل وقبائل هذه المنطقة.
* لماذا لم تظهر نتائج هذه الممارسات فى الوقت السابق، على الأقل بعد اندلاع ثورة 25 يناير وتزامنا مع حالة الانفلات الأمنى؟
- تمديد الفترة الانتقالية جعل إدارة البلد مرتبكة، وأنا مؤمن بأن الغرض مرض، وتداخل المصالح والنزاعات بين التيارات السياسية سواء الإسلامية أوالليبرالية كل وفق غرضه جعل هناك تراكما للأخطاء وهو ما أضر بالبلد حتى اليوم.
* ما الرسالة التى أراد منفذو هجوم رفح توجيهها لمصر؟
- أعتبر أن ما حدث فى سيناء يمثل رسالة خطر عاجل مفادها أن ارتباك الدولة المصرية أكثر من ذلك ستترتب عليه مخاطر متعلقة بوجودها وأمنها، لقد كان ضعف السلطة المركزية فى نقطتى «ج»، «د»، سببا فى شعور الجماعات الإرهابية بأن الفرصة سانحة لترتيب أوضاعها، وبكل أسف سمحت إدارة الدولة بحالة انفلات على الحدود، وهو ما سمح بدخول الأسلحة كذلك.
* يطالب البعض بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد أو تعديل بعض بنودها، فهل تتفق معهم؟
- اتفاقية كامب ديفيد مثلها مثل أى اتفاقية توقع عليها دولة ذات سيادة حرة، وإذا لم تتحقق المصلحة العليا للبلاد فلا قيمة لها وتصبح عبئا، وبعد هجوم رفح، علينا أن نعيد النظر فى الاتفاقية وشروطها، خاصة ما يتعلق بالترتيبات الأمنية، وإعادة توزيع القوات المصرية فى سيناء، فحرية حركة القوات المصرية على أرضها يجب أن تكون دائمة وغير مقيدة باتفاقيات.
* هل تتوقع أن يجر تعديل الاتفاقية مصر إلى أتون حرب جديدة؟
- لا أتوقع ذلك، وهناك إجراءات هامة تنفذ الآن على الصعيدين السياسى والأمنى، ويبقى وضع قبائل أهل سيناء حجر زاوية فى هذه التحركات، لقد حدث تفاهم ما بين أهالى سيناء والأمن وهى تفاهمات لا تحتاج إلى الكثير من التفاصيل، فالسلطة الآن فى يد من عانوا من نظام مبارك، وأهالى سيناء أيضا عانوا من نظام مبارك، إذن الطرفان متفقان على أن كليهما عانى من الاستبداد وسوء الإدارة الأمنية وجاء الوقت لكى يتفقا على صيغة موحدة الآن لتخطى آلام الماضى بدون الإخلال بالعدالة الأمنية أو الإدارة المجتمعية.
* الشارع لا يغفر للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية فتح معبر رفح دون قيود؟
- النظام السابق كان يحاصر غزة حصار موت، وهذا الحصار لم يمنع الإرهابيين من تنفيذ عمليات فى شرم الشيخ ودهب ورفح والعريش، ولم يحم الحصار السياحة فى جنوب سيناء أو خط الغاز «محدش يقول لى الفلسطينيين هم السبب»، هناك جهات أجنبية تتدخل ومعروفة للجميع من أمريكا وإسرائيل ومن الأمم المتحدة، إذن مشكلتى الحقيقية التى يجب أن تعالج هى كيف ألا أسمح بأن يتدخل الآخرون فى شئونى الداخلية.
* كيف ترى ما يتردد حول إعادة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء كوطن بديل فى إطار صفقات معينة؟
- الأمن القومى المصرى لا ينفصل عن الأمن القومى العربى، والوقيعة بين المصريين وأشقائهم الفلسطينيين أمر مرفوض تماما، فهذه دسائس مهمتها إحداث الشقاق ما بين مصر وبعدها العربى، لا توجد دولة عربية واحدة خطر على مصر، والخطر معروف للجميع.
* ما التحركات الجدية التى ستتخذها الحكومة المصرية إزاء أحداث سيناء، ليس من أجل الانتقام، لكن من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث؟
- مصر دولة كبيرة محورية وزعيمة للعالم العربى ورائدة فى أفريقيا ولا تسعى أبدا للانتقام من أحد، وثورة 25 جاءت لاسترداد الكرامة المصرية التى أهينت فى الأعوام الثلاثين الماضية، والحديث عن روح الانتقام غير موجود، لكن الحديث الآن عن استعادة مصر لعناصر قوتها وسيادتها.
* لماذا اعتبرت الجنازة الشعبية لشهداء سيناء، مساحة مفتوحة لادعاء الوطنية لمن وصفتهم فى إحدى تغريداتك على تويتر بأنهم سارقو وناهبو مصر؟
- خرج البعض يحمّل الرئيس مرسى وحكومته مسئولية هجوم رفح، هل يعقل أن تحاسب الحكومة ورئيس البلد على أوضاع خاطئة مستمرة منذ 35 عاما، ونحن لم نكمل الشهر الواحد بعد؟؟ هل مرسى هو من وقع على اتفاقية كامب ديفيد؟ هل هو من خط بيديه المنطقتين «د» و«ج»؟ هل هو الذى فرض على الشعب المصرى قبول ثقافة السلام، ثقافة الانبطاح وتخلى مصر عن دورها العربى والإقليمى فى المنطقة، أقول لكل من انبطح أمام النظام السابق، ثورة 25 يناير جاءت لتصلح كل هذا العوار فى قوام الدولة المصرية.
* هل هيمنة التيار الإسلامى على مقاليد الحكم فى مصر تلوح لك بمستقبل مشرق؟
- مصر لن تقوم بتيار الإسلام السياسى وحده، لكنها ستقوم على 3 ركائز أساسية للدولة المصرية، التيار الإسلامى أحد أعمدتها وبجانبه التيار الليبرالى والتيار القومى العربى، هذه التيارات إذا تماسكت مع احتفاظ كل منها بقوامه الفكرى ستستعيد مصر دورها فى هذه المنطقة، لأن اختلافها سيفتح الباب على مصراعيه أمام المستبدين والطغاة والانتهازيين والفاسدين لاستغلال الوطن، وكل من خرج من السجن سيعود له مرة أخرى.
* تتحدث الآن بحماس شديد عن الإخوان المسلمين على الرغم من أنك كنت أحد الذين يملكون وجهة نظر معارضة لهم قبل أن تتولى الوزارة؟
- إذا كان الإخوان المسلمين هم النظام القائم حاليا، فما البديل الحالى لهم؟ النظام الحالى يؤسس لتداول مدنى للسلطة فى المستقبل لأنه أول رئيس مدنى يحكم مصر، ولا مانع أبدا أن يكون رئيس مصر القادم من الليبراليين أو العروبيين، وعلى أى حال من الأحوال لا يمكننا أبدا تخيل أن يكون منافس مرسى فى جولة الإعادة هو من يحكم مصر الآن، إذا كان ذلك قد حدث، فلم نكن نرى تداولا للسلطة، ولم تكن ستتحقق العدالة الاجتماعية، ورأينا جميعاً شكل الإعلام يوم إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بعد أن توقع الكثيرون فوز شفيق، كان إعلاما يعيد إنتاج مبارك آخر، ومن ثم كنا سنستعيد مكاننا مرة أخرى فى السجون.
* هل يمكن القول إن الدكتور محمد محسوب أصبح ليبرالى الفكر إخوانى الهوى؟
- لا، أنا على مسافة متساوية من التيارات الثلاثة الرئيسية فى المشهد السياسى الحالى (الإخوان المسلمين - الليبراليين - القوميين العربيين ) فكما صادقت الهضيبى والتلمسانى صادقت عادل حسين وحسام عيسى، بنفس قدر معرفتى بالدكتور نصر أبوزيد والإمام محمد الغزالى.
* ما تعريف نهضة مصر الذى يروج له الإخوان من وجهة نظرك؟
- لا يوجد أحد معه وصفة نهضة مصر، فكل منا يملك وصفة خاصة به مثل مشروب «الكوكا كولا» الذى يتكون من 3 مكونات بنسب معينة، بودرة صفراء، بودرة خضراء، بودرة بيضاء تعطى فى النهاية هذا المشروب السحرى اللى اسمه كوكاكولا، هذا يجب أن يكون حال الوضع السياسى فى مصر حتى نصل إلى نهضتها، عندنا تيار إسلام سياسى، وليبرالى، وقوميون عروبيون، وبالتالى يجب أن تكون النسب متساوية مثل الكوكا كولا، للوصول للنتيجة التى نريدها جميعا.
* أين مكمن الخطر الذى تعيشه مصر الآن؟
- هناك انتهازيون ظهروا على المشهد وكل رجال النظام السابق تحولوا وأصبحوا قوميين وليبراليين وإسلاميين، وهناك فئة كبيرة منهم تحولت إلى التيار الإسلامى وأصبحوا إخوانجية لأن الرئيس الذى يحكم مصر الآن هو محمد مرسى، وهناك مجموعة أخرى تحولت بقدرة قادر إلى مجموعة ليبرالية حرة مهمتها الوحيدة، سب التيار الإسلامى حتى تظهر على السطح وتكون ضد توغل جماعة الإخوان المسلمين، أين كان هؤلاء حينما كان مبارك على رأس السلطة، التيارات السياسية الثلاثة فى مصر تعى خطورة هذه الفئة الانتهازية.
* من سيحكم مصر فى الفترة المقبلة المرشد أم طنطاوى؟
- سؤال ساذج، الثورة حددت من سيحكم مصر، رئيسها المدنى، والدولة المصرية التى ولدت فى 25 يناير، ولدت بشعب جديد أصبح لا يقبل سوى أن يعرف الحقيقة ولن يصمت على أن تدار مصر من خلف الكواليس، لن يقبل أن يحكم من الأمام شخص ومن الخلف يتحكم فيه شخص آخر، سواء كان هذا الآخر هو المرشد أو المشير كما يروج البعض، فالشعب المصرى لن يقبل ديمقراطية بديلة أو حرية بديلة، الحديث عن حكم المرشد أو العسكر كلام فى الأحلام.. فالتقييم والتقويم والإسقاط أصبحت أسلحة فى يد الشعب المصرى ضد حكامه أياً كانوا، وبالتالى من سيحكم هذه الدولة، دوره الوحيد أن يكون خادما للشعب، وميدان التحرير ما زال له آلياته فى التأكيد أو استبعاد من يريده ومن لا يريده.
* لكننا نتحدث عن شعب نسبة الأمية به كبيرة وهناك اتهامات كثيرة للإخوان رددها البعض حول استغلال الجماعة لفقر وجهل المواطنين فى الانتخابات التى خاضوها سواء البرلمانية أو الرئاسية؟
- الجهل ليس معناه أن يكون الشخص ضد العلم، فأحيانا يكون هناك أناس غير متعلمين، لكنهم أكثر وعيا من أناس حاصلين على درجة الدكتوراه، والأشخاص الذين برروا للنظام السابق استبداده كانوا حاصلين على شهادات من أفضل جامعات العالم، بينما الذين أسقطوا النظام السابق طلبة مدارس وجامعات وبالتالى لا الدرجة العلمية تعبر عن علم حثيث، ولا الأمية تعبر عن غياب الوعى، والمصريون عبروا عن أنفسهم فى الاستفتاء والانتخابات البرلمانية والرئاسية، الشعب عليه أن يختار، قد يخطئ وقد يصيب وهذا هو سحر الديمقراطية.
* هل ترددت فى قبول الوزارة؟
- ترددت كثيرا شأنى شأن الكثيرين واستشرت المحيطين بى كثيرا، وأديت صلاة استخارة أكثر من مرة، لأن العمل العام الحكومى عبء وقبوله يحتاج لنقاش مع الذات، ونحن لم نكن مرشحين للعمل العام الحكومى قبل 25 يناير، أما بعد الثورة فهو واجب، والتخلى سيكون مرتبطا بالإيمان أو عدم الإيمان بالثورة، ودعم النظام الجديد ومنع عودة النظام القديم هو صميم قبول هذا الواجب الوطنى.
* مهام وزارتك ليست خدمية، فهل تعتبر هذا من حسن حظك؟
- مهام هذه الوزارة أصعب من وزارات خدمية أخرى، قد يكون عبء التواصل مع الجمهور الرافض أو الناقم على الوزير ووزارته صعبا، لكن وزارة الدولة للشئون القانونية ومجلسى الشعب والشورى عليها عبء من نوع آخر وهو ما يجب أن يكون عليه نظام القانون المصرى ما بعد ثورة 25يناير، وهذه القوانين نفسها كانت أداة لقهر المصريين فى فترة حكم مبارك وغياب العدالة الاجتماعية.
* ما أهم ملف تعمل عليه الآن؟
- عمل خطة تشريعية تغير من قناعات حكومية سابقة وتؤسس لقناعات حكومية جديدة يشعر فيها المواطن أن الحكومة تخدمه ولا تخدم نفسها، وتشعره بانتمائه لهذا الوطن، وهذا جزء من تأسيس عملية النهضة المرتبطة بطموحات وتطلعات المصرى فى وزاراته المختلفة.
* هل تتوقع أن تسير الأمور بينك وبين حكومة يغلب على أعضائها الطابع الإخوانى بشكل سلس بلا نزاعات فى كواليس صنع القرار؟
- من قال إن الحكومة الجديدة إخوانية، لو كان يغلب عليها فصيل واحد لاعتذرت مبكرا، هى حكومة تكنوقراط ومعظم من بها قادمون من معامل بحثية أو جامعات أو وزارات، والوجود الإخوانى فى الحكومة لا يزيد على 4 وزراء فقط، من إجمالى 35 وزيرا، وتشكيل الحكومة لم يقم على أسلوب «المحاصصة» بين الفصائل السياسية من الأساس، وهذا التوجه التكنوقراطى كان مثار انتقاد شخصى منى، لأن مصر تمر بمرحلة سياسية حرجة وبالتالى الحكومة كان يجب أن يكون لها هوية سياسية واضحة، لأنه إذا تم حل الأزمة السياسية ستحل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر.
* متى يمكن أن يقدم الدكتور محمد محسوب استقالته من الوزارة؟
- حينما أشعر أن هذه الحكومة لم تصبح حكومة الشعب، ولكنها حكومة تعمل على تحقيق مصالحها الشخصية، حكومة فوقية لا تلتحم باحتياجات الشعب
* إلى أين وصل ملف استرداد أموال مصر المهربة إلى الخارج؟
- أعددت خطة شاملة لاستعادة الأموال المهربة فى طريقها لأخذ الموافقة من رئيس الجمهورية، تعتمد على تطوير آليات عمل لجنة استرداد الأموال المهربة على الصعيدين القانونى والدبلوماسى، وهناك اسم معين مطروح بقوة لكى يتولى هذا الملف كاملا وهو شخصية عامة مستقلة لا تتبع الحكومة لأنه لم يعد مقبولا أن أتولى الملف بجانب الوزارة.
* على مدار ما يقارب العامين لم تحقق لجنة استرداد الأموال المهربة أى تقدم، فما الجديد الذى ممكن أن تضيفه هذه الخطة الجديدة؟
- سيتحول ملف استرداد أموال مصر المهربة من رموز النظام السابق إلى حملة قومية شعبية كبرى ذات ترتيب وآليات محددة ومدروسة بدقة، لكى نعطى رسالة واضحة لأوروبا وكل الدول التى ترعى مليارات رموز النظام السابق أن الشعب المصرى بأكمله يريد حقه وليست الحكومة فقط وذلك كوسيلة ضغط مباشرة على مصالح هذه الدول مع المصريين، التى قد تصبح مهددة بشكل حقيقى، فالحكومات تتغير لكن مصالح الشعب التى يسعى إلى استردادها لن تتغير، وسيعلن عن هذه اللجنة الأسبوع المقبل
* هل تتوقع أن تخوض مصر معارك قانونية ودبلوماسية حرجة فى هذا الملف، خاصة بعد إعلان الاتحاد الأوروبى صراحة رفض التعاون مع مصر؟
- موقف الدول الأوروبية كان مرتبطا بحكومات سابقة لم تكن جادة فى استرداد الأموال، وكل ما حدث قبل انتخاب رئيس مدنى للدولة المصرية يجب ألا يؤخذ فى الاعتبار، فالآن توجد إرادة سياسية ودبلوماسية وشعبية وقانونية لاسترداد هذه الأموال.
* أتعتقد أن الإخوان المسلمين يملكون الثقل الدولى اللازم للضغط على دول العالم لدعم ملف استرداد الأموال المهربة؟
- ما علاقة الإخوان المسلمين بهذا الموضوع؟ الإخوان المسلمين ليسوا على رأس السلطة!! الذى على رأس السلطة شخص اسمه الدكتور محمد مرسى، وولاءاته للقسم الذى أقسمه للدولة التى يرأسها، وعدا هذه الولاءات لن يقف معه أحد، ودعمه لهذا الملف سيكون فى إطار دعم لمجموعة وطنية من المصريين، وحملة استرداد أموال مصر المهربة لن يكون بها أى إخوانى أو سلفى، لن يكون هناك أى شخص يمثل الإسلام السياسى فى هذا الملف.
* هناك تقرير مسرب يشير إلى أن مبارك تمكن من تهريب 50 مليار جنيه مصرى منذ يوم 25 يناير وعلى مدار أسبوعين كاملين، فكيف تم ذلك والبنوك كلها كانت مغلقة؟
- لا يمكننى تأكيد هذه المعلومة ويجب أن يوضع هذا التقرير أمام اللجنة المشكلة لملف استرداد الأموال ونبحث فى طريقة التحقق من المعلومات التى حملها، ولكن إذا تمكن من ذلك فعلا فالسبب الحقيقى راجع إلى عدم وجود إرادة سياسية وقتها لحماية أموال المصريين أو العمل على استردادها
* ما أهم حدث فى حياتك غير مسارها بشكل جذرى؟
- كانت قائدا لمظاهرة ضد الاجتياح الإسرائيلى لجنوب لبنان عام 82، واعتقلت وقتها وكان عمرى 16 سنة ومن وقتها تغير مسارى حيث كنت فى كلية الطب، ثم نقلت وأنا فى المعتقل لكلية الحقوق وتفوقت، لكنى لم أتخيل ولم آمل يوما أن أكون وزيرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.