اشتراكات الأعضاء تصل إلى مليار جنيه سنوياً ثلثها لتنظيم فعاليات تأييد«المعزول»

اللجان الإعلامية تشرف على التجهيز وجمع المقترحات.. و«لجنة خاصة» لتوفير الاعتماد المالى

فى اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة»، تولى حزب الأصالة السلفى الداعم للرئيس المعزول محمد مرسى، تمويل الإفطارات التى كانت تجرى أثناء شهر رمضان بجانب الفعاليات التى كانت تحدث أثناء الاعتصام، فضلاً عن تمويل بعض رجال الأعمال الإخوان أصحاب الاستثمارات المختلفة داخل مصر وخارجها، وبشكل عام فأثناء وبعد الاعتصام يجرى تخصيص حصة كبيرة لتنظيم الفعاليات المؤيدة للرئيس المعزول تصل إلى الثلث من اشتراكات أعضاء الإخوان التى كان يتم جمعها سنوياً وتبلغ نحو مليار جنيه بمتوسط 80 مليوناً شهرياً، خصوصا أن هناك نحو 600 ألف عضو يدفعون الاشتراكات، فضلاً عن تقديرات تخص التبرعات التى تتلقاها من مؤيدين ومحبين لها دون الانخراط التنظيمى فيها، تقدر بنحو 30 مليون جنيه شهرياً.
وقد شكل «التنظيم» ما يسمى اللجنة الإعلامية التى تنقسم إلى لجان إعلامية فرعية، ولجان إعلامية مركزية تتولى الإشراف على الشق الإعلامى للمظاهرات بالكامل، من خلال تصميم البوسترات التى تجرى طباعتها والصور والأعلام وصور المعتقلين والشهداء والألوان المختلفة وذلك على مستوى الجمهورية.
وتجتمع اللجنة الإعلامية الفرعية فى كل مركز من المراكز بمشاركة شباب الإخوان أصحاب المواهب فيما يتعلق بالتصميمات المختلفة ويجرى الاتفاق على أنماط وأشكال محددة، وتصعّد اللجنة الفرعية بعد ذلك تلك الرسوم والأشكال إلى اللجنة الإعلامية المركزية فى المحافظة التى ستقيمها بعد ذلك وبحث مدى ملاءمتها وجودتها وقدرتها على توصيل الأفكار والأهداف الخاصة بالتنظيم خلال التظاهرات، بعدها تبدأ عملية الطباعة والتوزيع على دوائر الإخوان المختلفة لتوزيعها ورفعها فى المظاهرات.
وتصعّد اللجنة الإعلامية كل فترة زمنية لا تزيد على 6 أشهر، مجموعة من أصحاب المواهب فى التصميم والجرافيك من الإخوان لتوظيفهم بعد ذلك فى الإشراف على تصميم البوسترات المختلفة بجانب الاستعانة بصفحات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، حيث تجرى الاستعانة بمقترحات الأعضاء المشاركين سواء من الإخوان أو المؤيدين للرئيس المعزول مرسى، ورفع تلك التصميمات إلى أرض الواقع وطباعتها.
يتولى أحد أعضاء اللجنة الإعلامية مسئولية تجميع الأفكار المختلفة والأشكال التى يجرى الاتفاق عليها لطباعتها والتوجه بها إلى أماكن الطباعة، ويعتمد تنظيم الإخوان فى طباعة البوسترات والأعلام والصور المختلفة على مصدرين للطباعة: الأول هو مطابع أعضاء الإخوان، ويمتلك بعض الأعضاء مطابع قليلة التكلفة لطباعة الكروت الشخصية داخلها وكتب وإصدارات الإخوان سواء الكتب أو المذكرات أو المناهج التربوية التى يجرى تدريسها داخل التنظيم، وتخرج تلك المطابع للنور بناءً على طلب وتوجيه من التنظيم الذى يكلف أتباعه بضرورة امتلاك المطابع، بل إن التنظيم يدخل فى هذه المطابع شريكاً بضخ بعض أموال الاشتراكات وتوظيفها فيها من أجل توفير بدائل آمنة من الطباعة بعيداً عن أعين الأمن. والمصدر الآخر للطباعة هو المطابع الخاصة برجال أعمال قريبين من الإخوان «مؤيدين ومحبين» دون أن يكون لهم صلة تنظيمية بالجماعة، يطبعون تلك البوسترات والأعلام والصور والشارات المختلفة دون مقابل مادى أو بمقابل مادى زهيد. يتولى قسم النشر فى الإخوان، وهو قسم معنى بتوزيع جميع المنتجات الثقافية المقروءة والكتب والدراسات والأبحاث والصور والبوسترات والأعلام على قواعد الإخوان، تجميع كل المطبوعات التى يجرى طباعتها من المطابع على أن يتولى مسئول قسم النشر فى كل شعبة إخوانية تحصيل كميات محددة من البوسترات والأعلام تتناسب مع أعداد الإخوان فى كل شعبة على مستوى الجمهورية، وتسليمها إلى الأعضاء لكى يجرى استغلالها فى التظاهرات، كما يتم التركيز فى التوزيع على الأخوات، حيث تتولى الأخوات توزيع كميات كبيرة من البوسترات لخفة حركتهن وعدم قدرة الأمن على ملاحقتهن مثل الرجال.
يجمع بعدها مسئولو الشعبة على مستوى الجمهورية الأموال المطلوبة لتغطية تكلفة تلك المطبوعات من أعضاء الإخوان وذلك بعد تجميع الاشتراكات الشهرية وبعد استقطاع نصيب أقسام البر، ودعم أسر المعتقلين والشهداء وفلسطين، ويجرى توصيل تلك الأموال إلى المسئولين فى اللجنة الإعلامية المسئولة عن طباعة البوسترات.
وتتلقى اللجان الإعلامية الفرعية مقترحات أعضاء الإخوان الخاصة بصور المعتقلين والشهداء والمصابين والجرحى الذين وقعوا خلال الأحداث الأخيرة سواء فى ميدان رابعة العدوية أو النهضة أو فى أحداث مسجد الإيمان أو مسجد الفتح برمسيس أو فى المنصورة، على أن يجرى تصميم أشكال وأعلام وبوسترات تحمل صور هذه الشخصيات، وغالباً تتحمل الأسر التى لها مصاب أو معتقل أو شهيد تكلفة طباعة هذه البوسترات لكى تستخدمها خلال المظاهرات وتتراوح أسعار الأعلام التى تحمل صور الشهداء أو المعتقلين بداية من 50 جنيهاً للعَلم صغير الحجم «طوله متر واحد» إلى 250 جنيهاً للعلم الذى يبلغ «3 أمتار».
بعد انتهاء التظاهرات فى جميع المناطق، تجمع لجنة التنظيم المنوط بها تنظيم المظاهرات، جميع الأعلام والبوسترات والشارات المختلفة التى جرى استخدامها فى التظاهرات وتخزينها فى بعض الأماكن البعيدة عن أيادى الأمن أو فى بعض منازل مؤيدى الإخوان البعيدين عن الشبهات الأمنية وحفظها على أن يجرى استخدامها بعد ذلك فى المظاهرات المختلفة.
وتكلف اللجنة الإعلامية بعض أفرادها بتصميم بعض البوسترات التى يجرى لصقها على الحوائط والجدران أثناء سير المظاهرات بجانب كتابة الشعارات المختلفة على جدران وحوائط الشارع من خلال استخدام «الاسبراى»، وتلك البوسترات تجرى طباعتها تلقائياً كل أسبوع، مع تجديد شراء علب الاسبراى بأعداد ضخمة لاستغلالها فى الكتابة على الجدران فى المظاهرات بعد ذلك.
وتتخلص اللجنة الإعلامية من بقايا الأعلام والبوسترات التالفة بعد كل مظاهرة من خلال حرقها حتى لا يستطيع الأمن الوصول إليها مرة أخرى، وغالباً ما ينشئ تنظيم الإخوان المطابع لطباعة البوسترات تحت شعارات مختلفة بعيدة عن ماهيتها الأساسية.