وصموه بالتحرش، إلا أنه لم يقبل بذلك، واستنكر الانتقادات التي وجهت إليه بعد نشر منة جبران، الشهيرة ب"فتاة التجمع"، لمقطع فيديو يظهر فيه محاولا إقناعها الذهاب معه لتناول مشروب في منطقة التجمع الخامس، ليظهر بعدد من القنوات الفضائية والراديو ويؤكد أنه لم يكن يقصد التحرش بها. دافع محمود سليمان، صاحب "فيديو التحرش" في التجمع عن موقفه، مؤكدا أنه لم يكن يتحرش بها لفظيا، وأن ما جرى لم يكن إجراما على الإطلاق، وأنه أصبح رقم 1 في مصر دون علمه، وأن، في المقابل، هناك عدد كبير ممن يرغبون في تناول القهوة معه بدلا منها. نفي تهمة التحرش عنه، هي أبرز الأسباب التي ظهر بسببها "سليمان" عبر القنوات، وفقا للدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية طب جامعة عين شمس، مستنكرة مجاهرته بالإقدام على هذا الفعل الذي يندرج تحت مسمى "التحرش اللفظي"، الذي يعاقب عليه القانون، لإيذائه الأنثى نفسيا ومعنويا، ومن ثم يعتبر ذلك نوعا من المواجهة الصريحة. وعددت العيسوى أيضا الأسباب المحتملة وراء ظهوره عبر الفضائيات، أنه ربما يسعى إلى الشهرة بطريقة إعلامية، فضلا عن محاولته كسب تعاطف البعض معه، أو يسعى للتعرف عليها بطريقة أخرى. ولفتت إلى أن طريقته في الحديث عن الفيديو بها تقليل من المشكلة، ما يوضح أنه شخصية جريئة إلى حد الاندفاع وانفعالي ولا يمتلك خطوط ارتجاعية، مؤكدة أهمية التعامل مع الموقف بقوة لمنع تكراره، وأنه على الفتاة أن تتقدم ببلاغ لذلك. وشاركها في الرأي نفسه، الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، مؤكدا أن ذلك يعتبر مجاهرة بالخطأ، وهو ما يدل على الانحدار الثقافي في المجتمع حاليا، بالأخلاق والعلاقات الاجتماعية، مدللا على ذلك بأن الشاب يرى أنه تحرش بها لفظيا بطريقه مهذبة متجاهلا خطأه. وأضاف فرويز أن الشاب استخدم أسلوبا دفاعيا في الحديث لرغبته في إنكار والتقليل من الواقعة، مشيرا إلى احتمالية افتعاله فكرة رغبة آخرون في تناول القهوة معه. وكانت منة جبران نشرت مقطع فيديو لشاب يحاول التحرش بها لفظيا، قائلة إنها تتعرض بصورة يومية لمثل هذا الموقف وقت انتظارها لأتوبيس العمل، وأكدت جبران، خلال مداخلة تليفونية ببرنامج "آخر النهار"، الذي يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش، المذاع عبر فضائية "النهار وان"، مساء الثلاثاء، أن كل الفتيات يتعرضن لهذا الموقف سواء محجبة أو غير محجبة، لافتة إلى أنها عندما نشرت الفيديو البعض هاجمها وآخرون وقفوا بجانبها. فيما دافع محمود سليمان، صاحب "فيديو التحرش" في التجمع، عن نفسه، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه "العاشرة مساء"، المذاع عبر فضائية "دريم"، قائلا: "أنا حد له وضعه الاجتماعي ووضعه المهني، وأنا مش بفتح شباك عربيتي عشان أرمي كلمة لحد، مش أنا اللي أعمل كده بوضعي ده، وده مش تحرش، والفيديو بتاعي اللي عجب الناس، وبقوا بينزلوا عليه كوميكس، والموضوع زاد عن حده كتير قوي، أنت مش متخيل الموضوع بقا عامل إزاي". واستطرد: "في الفيديو أنا كنت بهرج وبضحك وأنا مأجرمتش لما بقول لحد تعالى نشرب قهوة، أنا ممكن أكون أخطأت آه لكن مأجرمتش، عشان يحصل لي ده كله، وأنا بيتعمل لي شو معرفش عشان إيه"، ورفض الشاب الاعتذار للمجتمع، قائلًا: "لا مش هعتذر للمجتمع اعتذر للمجتمع ليه؟". كما قال محمود، خلال برنامج "تربو"، المذاع عبر إذاعة وقناة "نجوم إف إم": "يا جماعة أنا بقيت الشخص رقم واحد في مصر بدون علمي، وفي 24 ساعة، وأنا الموضوع مش مضايقني خالص، وأنا النهاردة فيه 5000 بني آدم عايز يشرب معايا نفس كوباية القهوة دي". وأضاف: "أنا مش متحرش خالص وأنا اتعملي فيديو على (فيس بوك)، وفجأة لقيت مصر كلها بتكلمني، أنا لقيت بنت شكلها بنت ناس وشكلها محترم مش لابسة لبس ملفت خالص، وكانت شيك مش ملفتة، ومش لابسة حاجة أوفر، وأنا صاحب الموقف، والبنت كانت واقفة على رصيف (أون ذا ران)، واعتقدت يعني لما اقولها نشرب (كوفي) هي هتركب معايا عربيتي، ونروح، وهي لو لفت وشها كانت هتبقا جوة".
