ربما لأنه يعلم أكثر من غيره أن الشهداء عند ربهم أحياء يُرزقون، ولأنه قرأ آلاف المرات، بحكم عمله إماماً لمسجد «عمرو بن العاص»، بالإسماعيلية، قول الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قُتلوا فى سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يُرزقون»، بدا الشيخ قنديل هاشم، والد الشهيد صديق قنديل سليمان، 21 عاماً، الذى سقط ضمن العملية الإرهابية التى استهدفت مجندين فى سيناء، أمس الأول، أكثر ثباتاً من غيره، وإن سكن الحزن قلبه لوعة على فراق فلذة كبده. كانت مدينة القنطرة غرب بالإسماعيلية ودّعت أمس فى موكب جنائزى موجع، الشهيد صديق قنديل سليمان، إلى مثواه الأخيرة، بمدافن الأسرة بمحافظة الشرقية، وسط مظاهرة غضب عارمة ضد جماعة الإخوان، التى انطلقت دعوتها الأولى من الإسماعيلية، قبل 85 عاماً، غير أن المشهد اللافت كان ثبات والد الشهيد ورباطة جأشه، الذى ظل يردد: «الحمد لله الذى اختار ابنى من الشهداء، الذين هم أحياء عند ربهم يُرزقون»، وقال الأب المكلوم ل«الوطن»: «شاهدت نجلى فى المنام ليلة الحادث الإرهابى شهيداً، وعندما استيقظت فى اليوم التالى وصلنى خبر استشهاده فشعرت بفخر كبير لأن نجلى أصبح من الشهداء الذين يضحون بأرواحهم دفاعاً عن الوطن». وعن آخر مرة رأى فيها ابنه، قال الأب الصابر: «كانت يوم الجمعة الماضى عندما زرته فى معسكره برفح، وكنت أشعر كأنها المرة الأخيرة التى سأراه فيها.. وآخر جملة قالها لى: «خلى بالك من اخواتى يا ابويه، وكأنه كان يودّعنى ويوصينى وصيته الأخيرة». وأضاف الشيخ قنديل: «علمتُ بخبر استشهاد ابنى من خلال اتصال هاتفى من قائد كتيبته، واستقبلت الخبر برضى تام وثبات، لأنى مؤمن بأن ابنى اختاره الله ضمن الشهداء، واختاره ليكون من روّاد الجنة». من جانبه قال محمد، الشقيق الأصغر للشهيد: «إن (صديق) كان الأقرب لى من بين إخوتى، وكنت أعرف أنه كان يخطط للخطوبة والزواج عقب الانتهاء من فترة التجنيد».