بعد نحو عام على كارثة قطار أسيوط التى راح ضحيتها 52 طفلاً، نزفت الدماء من جديد على قضبان مزلقان دهشور، حيث لقى 27 مواطناً وأصيب 36 عندما اصطدمت عربة كانت تقلهم بقطار بضائع، فيما كان المزلقان مفتوحاً. وكشفت التحريات والتحقيقات أن الضحايا من «3 أسر وعائلة واحدة» فى بندر الفيوم، وكانوا عائدين من القاهرة، بعد حضور حفل زفاف أحد أقاربهم. وأفادت التحريات أن عاملى المزلقان لم يغلقا الطريق القادم من الفيوم إلى القاهرة أو الطريق المقابل، مما أدى إلى وقوع الحادث، رغم إطلاق سائق القطار صافرة الإنذار قبل وصوله المزلقان. وتحفّظت النيابة على القطار، وناقشت السائق ومساعده وعاملى المزلقان لبيان المسئول عن الحادث. وكشفت المعاينة عن العثور على جثة طفلة ملتصقة بالقضبان، عقب رفع جرار القطار، وتبين أنها سقطت من «الأوتوبيس» تحت عجلات القطار، فيما توفى طفل آخر عمره 3 سنوات فى الحادث. وفى حى العرضى، بمدينة الفيوم، حيث محل إقامة ضحايا الحادث، سادت حالة حزن، واصطف الأهالى أمام منازلهم، فى انتظار جثامين جيرانهم، وطالبوا بإقالة الحكومة، وتطوير مرفق السكك الحديدية، حتى لا تتكرر تلك الحوادث مرة أخرى. وقرر نيافة الأنبا إبرام أسقف الفيوم، إقامة صلاة جماعية على ضحايا الحادث فى كنيسة مارجرجس بمدينة الفيوم. ونعى الرئيس عدلى منصور الموجود بالكويت للمشاركة فى القمة العربية الأفريقية، الضحايا، وتقدم بالعزاء لأسرهم والشعب المصرى، وأجرى اتصالاً هاتفياً بالدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء، ووجه بإجراء تحقيق فورى فى الحادث ومحاسبة المسئول عنه. وقرر مجلس الوزراء ووزارتا التضامن والنقل ومحافظة الجيزة صرف نحو 45 ألف جنيه تعويضاً لأسرة كل متوفٍ ونحو 9 آلاف جنيه للمصاب فى الحادث، فيما اعتمد الدكتور أحمد جلال وزير المالية، 710 ملايين جنيه لبرنامج تطوير مزلقانات السكك الحديدية، ضمن حزمة مخصصات إضافية للموازنة العامة.