لأن «الكتمان» أحد أهم ملامح شخصية كل من يعمل فى الأجهزة المخابراتية، إلى حد وصفه ب«الصندوق الأسود» لكل الأسرار التى اطلع عليها بحكم عمله، اشترط اللواء «ع» أحد الذين رافقوا الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، خلال فترة عمله فى «المخابرات الحربية»، على «الوطن»، عدم ذكر اسمه، ليتمكن من الحديث -ولو باقتضاب- عن بعض ما يعرفه عن طبيعة شخصية «الفريق». أشار اللواء «ع» إلى فترة عمل «السيسى» فى «المخابرات الحربية»، بقوله إن «السيسى كان معروفاً خلال هذه الفترة بالابن المدلل للمشير حسين طنطاوى»، مضيفاً: «المشير كان بيحب عبدالفتاح جداً وكان بيعتبره زى ابنه، نظراً لأنه كان ملتزم وهادئ، وفى الوقت نفسه يتميز بشخصية قيادية ومسيطرة». وعلى خلاف ما ردده البعض عن توتر العلاقة بين الفريق السيسى والمشير طنطاوى، خصوصاً بعد إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسى ب«المشير» لصالح تعيين «السيسى» وزيراً للدفاع، قال اللواء «ع»: إن «طنطاوى كان يعد السيسى لتولى وزارة الدفاع، قبل أن يفكر مرسى فى اختياره، وهو ما كان يلاحظه كل من عمل مع السيسى وقتها، خصوصاً فى ظل الاهتمام الزائد والإعجاب الشديد من جانب المشير بالتزام الفريق على المستوى الشخصى، وكونه من أكثر الناس حرصاً على تنفيذ الأوامر العسكرية». وأضاف: «سمعنا كتير إن المشير كان بيقول إن السيسى بيفكرنى بنفسى وأنا صغير، وهيبقى أحسن منى لما يكبر». اختار اللواء «ع» أن يصف الفريق السيسى بأنه «بطل»، وهو اللقب الذى يؤكد أنه منحة المصريين ل«الفريق» بعد دوره وموقفه فى ثورة 30 يونيو، وقال: إن كل من عمل مع الفريق السيسى يعرف عنه سمات أساسية، منها «حرصه على أداء الصلاة فى مواعيدها». وأضاف: «عبدالفتاح بيقوم يصلى أول ما يسمع الأدان، حتى لما كان فى أمريكا، كان بيرتب مواعيده على مواعيد الصلاة». وعن القَسَم القديم للقوات المسلحة: «أقسم بالله العظيم أن أكون جندياً وفياً لجمهورية مصر العربية محافظاً على أمنها وسلامتها، حامياً ومدافعاً عنها فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مطيعاً للأوامر العسكرية، منفذاً أوامر قادتى، مخلصاً لرئيس الجمهورية، محافظاً على سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت والله على ما أقول شهيد»، الذى أقسم به الملازم عبدالفتاح سعيد حسن السيسى يوم تخرجه فى الكلية الحربية ويوم تعيينه وزيراً للدفاع، قال اللواء «ع»: إن قرار الرئيس المؤقت عدلى منصور بحذف عبارة «مخلصاً لرئيس الجمهورية» من القَسَم القديم لم يكن إلا تلبية لرغبة الفريق السيسى، الذى أكد أكثر من مرة أنه لم يخلف عهداً أو قسماً حين قرر الوقوف إلى جانب الجماهير التى شاركت فى ثورة 30 يونيو، وإنما كان يحمى أمانة، شاء الله أن يتسلمها دون سعى منه. وأضاف: «من زمان والسيسى شايف إنه لا يصح القَسَم بالولاء لرئيس الجمهورية، لأنه مجرد إنسان يخطئ ويصيب، وكانت وجهة نظره منذ أيام عمله بالمخابرات الحربية أن القَسَم لا يجوز إلا بالولاء للوطن». كثير من المواقف الإنسانية والمهنية جمعت بين اللواء «ع» والفريق السيسى، رفيق عمله فى «المخابرات الحربية»، قبل أن يكون الخروج على المعاش من نصيب اللواء «ع»، بينما كان تولى مسئولية وزارة الدفاع من نصيب «السيسى»، الذى يقول عن تشبيهه بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر: «عبدالناصر هو أكثر قائد للقوات المسلحة يحبه عبدالفتاح السيسى، لذلك كان دائماً ما يستشهد بمواقفه، خصوصاً فى مواجهة الولاياتالمتحدةالأمريكية، لذلك يمكن القول إن ما يقوله السيسى عن العلاقات المصرية - الأمريكية حالياً ربما يكون من وحى تأثره بشخصية عبدالناصر ومواقفه».