وصفت صحيفة «لوموند» الفرنسية، زيارة وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، لمصر بأنها تاريخية، وقالت الصحيفة فى تقرير لها، إن الزيارة التى تعد الأولى من نوعها منذ 40 عاما استقبلت بحفاوة بالغة من جانب المصريين، وتمثل إعادة تشكيل جذرى للسياسات فى الشرق الأوسط بعد سنوات من المواءمة مع سياسة الولاياتالمتحدة، وتغييرا تكتيكيا للسياسة المصرية، ونوعا من ازدراء القوة الأمريكية فى وقت تعتبر فيه العلاقات المصرية الأمريكية فى أدنى مستوياتها منذ عزل محمد مرسى. وتابعت الصحيفة: «بالنسبة للعديد من المراقبين، فإن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية إلى موسكو مؤخرا تهدف إلى التعبير عن مشاعر المصريين المناهضة للولايات المتحدة، والتأكيد على أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، هو الرجل القوى الذى يقف فى وجه الولاياتالمتحدة»، وأضافت: «الحنين للعهد الناصرى دفع بعض وسائل الإعلام للمقارنة بين الزعيم جمال عبدالناصر والسيسى، حيث إن كلا منهما ابتعد عن الولاياتالمتحدة وعقد تحالفا مع روسيا». فى سياق متصل، قالت مجلة «جون أفريك» الفرنسية: إن وصول ثانى سفينة حربية روسية إلى مصر خلال أسبوع يوضح مدى قوة محاولات تعزيز الروابط بين القوات البحرية للبلدين، ونقلت المجلة عن شادى حامد، مدير مركز أبحاث بروكنجز الدوحة، أن التقارب المصرى الروسى هو نوع من التكتيكات الجيدة التى يمكن أن تكون بمثابة أداة مساومة لمقاومة الضغوط الأمريكية، على الرغم من أن نظام التسلح المصرى هو أمريكى بالكامل، وتغييره للنظام الروسى سيستغرق وقتا طويلا وليس هناك دليل على أن القيادة المصرية تخطط لذلك، ولا تزال الولاياتالمتحدة المورد الرئيسى للسلاح للجيش المصرى.