تبدأ في الثانية عشر من ظهر اليوم، الثلاثاء، صلاة التجنيز، على جثمان الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، والتي ستقام بذات الدير، والتي قصرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حضورها، على أعضاء المجمع المقدس والرهبان والكهنة وأعضاء المجلس الملي وهيئة الأوقاف القبطية وأسرة الأسقف فقط. وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، في بيان له، إن ذلك جاء بطلب من مجمع رهبان دير الأنبا مقار، وأن الجناز على الجثمان سيذاع على القنوات الفضائية المسيحية، حيث أغلقت أبواب الدير لليوم الثالث على التوالي أمام الزوار والأقباط. وكان القائمون على الدير، قد استعدوا، منذ أمس، لاستقبال جثمان الأنبا إبيفانيوس، الذي كان موجودا في مشرحة مستشفى دمنهور العام لتشريحه ومعرفة سبب الوفاة، بعد نقله إليه بطلب من النيابة العامة لكشف الغموض الذي أحاط بظروف وملابسات وفاته. كما أثبتت تحريات الشرطة، وفاة الأسقف، نتيجة ضربه بآلة حادة على مؤخرة رأسه تسببت في كسر الجمجمة وخروج جزء من "المخ" خارجها. الجثمان نقل صباحا من مشرحة مستشفى دمنهور العام.. و3 أساقفة كانوا في استقباله على أبواب الدير والأنبا ابيفانيوس من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984، قبل أن يرسم راهبا في 21 أبريل 1984، باسم الراهب إبيفانيوس المقاري، ورسم قسا في 17 أكتوبر 2002، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013. ووجد الأنبا أبيفانيوس، صباح الأحد، 29 يوليو الجاري، مقتولا أمام قلايته (مكان سكنه) بدير الأنبا مقار بوادي النطرون. ونُقل، صباح اليوم، ،الجثمان من المشرحة، بسيارة أسعاف، تحت حراسة الشرطة، حيث استقبله بعض من أساقفة الكنيسة، ومنهم الأنبا دانيال أسقف المعادي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة، والأنبا مقار أسقف الشرقية، والأنبا بطرس الأسقف العام، ورهبان الدير، على أبواب الدير، ووضع أمام هيكل الكنيسة الرئيسية بالدير، وحرص الرهبان والأساقفة على إلقاء نظرة الوداع على الأسقف الراحل. وحرصت الكنيسة على إقامة صلاة القداس الإلهي بحضور الجثمان، قبل بدء صلوات التجنيز، وتولى خدمة القداس الإلهي الأنبا بطرس الأسقف العام، وشاركه الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان وعدد من رهبان الدير. فيما توالى توافد أساقفة الكنيسة على دير أبو مقار، لحضور جنازة الأسقف الراحل، والذي توفي مقتولا، داخل أسوار الدير، في حدث استثنائي في تاريخ الكنيسة التي هزها الحادث منذ الأحد الماضي، حيث يعد الأسقف هو أكبر رتبة لرجل دين مسيحي بعد البابا، ويشغل عضوية المجمع المقدس، وهو الهيئة التشريعية للكنيسة ولشؤون الأقباط الدينية. ودير الأنبا مقار، يقع بوادي النطرون، وينسب للأنبا مقار، وهو تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبنة القبطية، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي. وتبلغ مساحة الدير الإجمالية حوالي 11.34 كم2 شاملة المزارع والمباني التابعة، ويحتوي على 7 كنائس، وملحق به متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان. البابا تواضروس: فقدت وجها مشرفا للكنيسة.. وداخلي آلم شخصي لرحيله وفي فيديو أذاعه المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عبر صفحته على "فيسبوك"، قال البابا، في كلمة موجه لبعض كهنة ورهبان الكنيسة عن الأنبا إبيفانيوس، إن الأسقف الراحل، كان وجها مشرفا للكنيسة القبطية في كل المؤتمرات التي كان يُرسل لحضورها. وأضاف البابا: "كل السمات التي في أب راعي أو كاهن أو أسقف كانت موجودة في هذا الإنسان، وبرغم فداحة الألم والذي داخلي شخصيا وإحساسي أنني ونحن فقدنا وجها مشرفا للكنيسة في كل مكان ذهب وحاضر فيه، حيث كنت أرسله لحضور المؤتمرات العالمية، وتمثيل الكنيسة، وكان حضوره مؤثرا بالمعنى، وليس بالكلمة". وأشار البابا إلى أنه كلف الأسقف الراحل بحضور أكثر من 20 مؤتمرا خارج مصر خلال ال5 سنوات الماضية، ولم يكن يسافر إلا ويرسل الكلمة التي سيلقيها إليه، ليضيف فيها أو لا يضيف، حتى أنه مرة تأخر البابا على مراجعة كلمته التي كان من المقرر أن يلقيها في أحد المؤتمرات، فطلب الأسقف عدم السفر لحضور المؤتمر حتى راجع البابا الكلمة. ومن المقرر أن يدفن الأسقف في مدفن جرى تجهيزه بالدير، في عهد الأب متى المسكين، أشهر رهبان الكنيسة في العصر الحديث، والذي يعد الأب الروحي لرهبان الدير.