تكدس مروري في الشوارع، الضغط شديد على وسائل المواصلات، الكل يريد أن يصل منزله مبكرا في صراع وسط الزحام، السائقون يعانون من قلة ساعات العمل، ويشكون من العطلة، ما وجدوه مبررا لرفع تسعيرة تذكرة الركوب للضعف في بعض الأحيان، هكذا كان حال الركاب والسائقين في 3 أشهر من حظر التجوال، وبمجرد انتهائه اليوم، شعر السائقون بحالة من الارتياح، أوكما يقولون "العجلة هتدور من تاني". يجلس داخل كابينة سيارته، لتحميل الركاب على خط "مترو- إمبابة"، ينادي زبائنه للركوب، "بولاق - لواء"، تقترب للتحدث معه، فتجد شخصا مثقلا بالهموم والمتاعب.. شعر علاء السيد، سائق ميكروباص، ببعض الارتياح عندما سمع بقرار إلغاء حظر التجوال، "شيء ممتاز جدا إن الحظر اترفع، لأننا كسواقين مش عارف اشتغل بسببه، ومعطل حالنا، ويخلينا نجرش بدري ونروح، وكان معطل مصالح الركاب، خصوصا الناس اللي شغلها بالليل". يتحدث علاء عن معاناته يوم الجمعة، والذي يبدأ فيه الحظر من الساعة 7 مساء، "يوم الجمعة بقعد في البيت مش بعرف أشتغل بسبب المظاهرات، وميعاد الحظر، حالنا بيقف نهائي". أما عن العمل في ساعة متأخرة وقت الحظر، قال "بيكون شغل قليل جدا، لخدمة الناس والعمال اللي شغلها بالليل، وبيكون نقلة أو اتنين بسبب الكماين المتنشرة في كل حتة". حمدي نادر، سائق على خط فيصل دائري، قال "أيام الحظر كان آخر شغلنا الساعة 9، وبعدها مفيش زباين، والشعب المصري بيحترم كل ما هوعسكري وكانوا بيروحو بدري". يعبر حمدي عن فرحته بانتهاءحظر التجوال، "الحظر لما تفك إحنا كلنا فرحنا، علشان هنرجع نشتغل تاني ورديتين، كان فيه سواقين كتير قاعدين من غير شغل كنا بنخلي أكثر من سواق على عربية واحدة علشان الشغل كان وردية واحدة، دلوقت هنقدر نرجع نشتغل، لأن الحظر جعل في نوع من البطالة ونص السواقين كانوا مبيشتغلوش". ورغم الحظر، وقلة ساعات العمل، إلا أن السائقين كانوا يستطيعون إدارة الأزمة فيما بينهم، يقول حمدي: "كنا بنتبادل الشغل بحسب الاحتياج، ونراعي بعض، يعني لو فيه حد متجوز جديد بيبقى ليه أولوية في الشغل على العربية علشان عنده مسؤولية أكبر". ومع عودة الحياة لطبيعتها، وبدء عمل السائقين كالمعتاد، ظهرت حالة من الرضا فيما بينهم، يقول نادر "الحمد لله إن الحظر اتفك، وكل السواقين فرحانة النهاردة إن ربنا فكها عليهم، والشغل هيرجع زي الأول".