لم تفلح الوقفات الاحتجاجية المتكررة، أو حملات جمع التوقيعات المتوالية، فى لفت انتباه الأجهزة التنفيذية بالغربية لخطورة مصنع تدوير القمامة بالمحلة، على حياة أهالى 14 قرية تصلها الأوبئة والحشرات والأدخنة والروائح الكريهة من تراكمات القمامة، التى وصل حجمها إلى 800 ألف طن، موزعة على مساحة 12 فداناً. تجاهل المسئولين للشكاوى المتكررة من مصنع القمامة الواقع على الطريق الدائرى «طنطا - المحلة - سمنود»، أثار غضب أهالى القرى المتضررة من المصنع مرات عديدة، ما دفعهم إلى تنظيم عدة احتجاجات على مدار السنوات الماضية للمطالبة بنقله بعيداً عن الكتلة السكنية، وتوفير حلول بيئية صحية للأزمة. محافظ الغربية يشكل لجنة لتقنين أوضاع مصنع القمامة بالمحلة: الحل خلال شهرين على الأكثر «الوطن» زارت عدداً من القرى المتضررة من وقوع المصنع فى نطاقها، وقال المهندس محمد مسعود، أحد أهالى عزبة البغدادلى، «لا يوجد مسئول واحد يشعر بما نعيش فيه من مآس، ونطالب مجلس الوزراء ووزير البيئة بوضع حلول عاجلة لكارثة مصنع التدوير، بعدما أصبحت تهدد أرواح أبنائنا، وسبق لنا جمع توقيعات وتنظيم عدة وقفات احتجاجية أمام أبواب المصنع للمطالبة بحلول، لكن دون جدوى»، وأضاف «فى حملة جمع التوقيعات أعرب الأهالى عن تضررهم من إغلاق الطريق المؤدى إلى العزبة، والواصل بين المحلة والبغدادلى والجابرية والسجاعية»، مشيراً إلى أن «الطريق أصبح طريقاً للموت، بسبب صعوبة حركة السير، وكثرة حوادث التصادم، واللافت أن عشرات الآلاف من أطنان القمامة لا يمكن التخلص منها، بسبب تقاعس المسئولين عن ممارسة عملهم». أما ربة المنزل سوسن حسين، المقيمة فى عمارات الإسكان الاجتماعى، فقالت إن «الوحدات السكنية تقع على مسافة كيلومتر واحد من المصنع، ما يؤدى إلى إصابتنا بالعديد من الأمراض، بالإضافة لانتشار روائح لا يتحملها بشر، كما تعانى 1200 أسرة بالمنطقة من انتشار الحشرات الضارة والكلاب الضالة». مصادر داخل المصنع، قالت ل«الوطن»، بعدما طلبت عدم ذكر اسمها، إن «العمال دخلوا فى إضراب عن العمل من قبل، بسبب امتناع الإدارة عن صرف رواتبهم لأربعة أشهر متوالية»، مشيرة إلى عدم تسديد الإدارة القيمة الإيجارية الخاصة بالأرض لخزينة المحافظة منذ أكثر من 9 أشهر، ما يعد إهداراً للمال العام. من جهته، قال اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، إن مشكلة تراكم أطنان القمامة ستنتهى خلال شهرين على الأكثر، مضيفاً فى تصريحات ل«الوطن»، «توجد تحركات إيجابية من المحافظة ووزارة البيئة لإتمام أعمال الإنشاءات فى مصنع تدوير القمامة»، فيما أشار إلى «تشكيل لجنة برئاسة اللواء طلعت منصور، السكرتير العام، لوضع آليات لتقنين أوضاع محطات تجميع القمامة فى مركزى سمنود والمحلة، والتعاقد مع مقاول لنقل الكميات المتراكمة إلى مدافن السادات، كما كلفت رئيسى مدينتى المحلة وسمنود بتقنين أوضاع مصنع تدوير القمامة، ووضع جدول زمنى لإنهاء الأزمة». المهندس عوض عثمان، مدير مصنع المحلة لتدوير القمامة، قال «نعمل بكل معداتنا، وبدعم من المحافظة، لرفع أطنان القمامة المتراكمة أولاً بأول، بعد التعاقد مع مقاول لنقلها إلى المدفن الصحى فى مدينة السادات»، مضيفاً «نسعى جاهدين لتلبية مطالب العاملين، خاصة أن المصنع يمثل أهمية كبيرة للمحافظة، فهو يضم خطين لإنتاج الأسمدة ومواد الآر دى إف، وغربلة المواد البلاستيكية والنحاسية، ما يعتبر إنجازاً لأبناء المحافظة».