عقب ظهور نتيجة الثانوية الأزهرية، أمس، وإعلان أسماء الأوائل، عمت الفرحة قلوب الطلاب وذويهم، وعاشوا يوم من أكثر الأيام تميزًا في حياتهم، خاصة بعد اتصال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ليزف لهم هذا الخبر المُفرح بنفسه، وفي سابقة من نوعها استطاع 3 من طلاب الثانوية الأزهرية هذا العام الحصول على المجموع النهائي 100%، الأمر الذي لم يتكرر خلال السنوات الطويلة الماضية. هاجر محمود يوسف السيد، الطالبة بمعهد فتيات طناح، بمنطقة الدقهلية الأزهرية، استطاعت أن تجد لها موقعها ضمن هذه القائمة الفريدة من نوعها لهذا العام، بحصولها على مركز الأول مكرر على مستوى الجمهورية، بمجموع درجات 650 بنسبة 100%.. "الوطن" حاورت الطالبة للتعرف على قصة نجاحها. - في البداية صفي لنا شعورك منذ أن بدأتي العام الدراسي؟ كان عندي مخاوف كثيرة جداً سواء كان من الضغط العصبي والنفسي والمجهود الذي كنت أدرك تماماً مواجهته والتعرض له، وكذلك خوف من مذاكرة المواد نفسها أو إني أنسى المعلومات وأنا داخلة الإمتحان، وأكثر مخاوفي كانت من إني أتظلم في التصحيح. - لماذا اخترتي تخصص الشعبة العلمية على وجه الخصوص؟ - أنا بفضل المواد العلمية منذ صغري كالرياضة والعلوم وأجيد فيها، لذلك كان قسم العلمي هدف واضح أمام عيني من البداية ولم أستطع أن أفكر بغيره. - ما أبرز المعوقات التي واجهتيها خلال هذا العام؟ - بالطبع كثرة المواد كانت من أكبر المعوقات التي من الممكن أن يواجهها أي طالب أزهري على وجه العموم، فنحن ندرس في الشعبة العلمية مواد الشريعة كالفقه والتفسير والتوحيد والحديث، بالإضافة للغة العربية المُقسمة للنحو والصرف والأدب والنصوص والبلاغة، وأخيراً المواد العلمية واللغة كالفزياء والكمياء والرياضيات والأحياء واللغة الإنجليزية، ولعل أبرز صعوبة لدينا هي تعميم قسم الشعبة العلمية لدينا فلا يوجد تخصص كعلمي علوم أو الرياضة مثلما يحدث في الثانوية العامة. - كيف حصلتي على هذا المجموع؟ - أنا بدأت السنة بهدوء ولم أضغط على نفسي كثيرًا، لأني كنت أعلم جيدًا أنه بمجرد حلول شهر يناير من العام الدراسي، سيحتم عليا الأمر أني أشد على نفسي في المذاكرة وأضغط أكثر وأكثر، وكنت أعلم جيداً أني أمام تحديان كلاً منهما أصعب من الأخر الأول هو تخصصي بالشعبة العلمية والثاني هو صعوبة الثانوية الأزهرية المُعترف بها من قبل الجميع، ولكن مع تنظيم الوقت، وإعطاء كل مادة حقها في المذاكرة إستطاعت أن أتعدي ذلك كله. - ما هي المواد التي كانت تُمثل صعوبة أمامك؟ - المواد الأدبية كاللغة العربية بشكل عام كانت من أكثر المواد صعوبة أمامي، لإعتمادها بشكل كبير على الحفظ، وبصفة عامة أي مادة كانت تقف بها أجزاء بعينها أمامي أو أشعر بأنها غير واضحة لي، لم أستسلم لها بسهولة وأحاول معها مرة وأثنين إلى أن أدركها تماماً. - بعد حصولك على هذا المجموع.. أي الكليات تودين الالتحاق بها؟ - بالتأكيد كلية الطب البشري وبكل فخر. - لمن تحبي أن تتوجهي له بالشكر؟ - في البداية أتوجه بالشكر لوالدي مدرس الرياضيات، لأنه كان داعم وسند لي دائماً ويذاكر معي كافة المواد العلمية، ثم والدتي مدرسة التاريخ التي لم تتركني يوماً في مذاكرة المواد الأدبية وإهتمامها ورعايتها لي، ومن بعدهما أخي الأكبر الطالب بكلية الطب بالفرقة الخامسة في جامعة الأزهر لأني كنت دائماً بعتبره مصدر الخبرة، وأختي الصغيرة الطالبة بالمرحلة الإعدادية التي دائماً ما أرهقتها معي في تسميع المواد، ولم تتخل عني لحظة في تخفيف تعب وإرهاق المذاكرة عبر مداعبتها الدائمة معي، وأخيراً جميع أقاربي ومُعلميني الذين دوماً ما حفزوني وقدموا لي كل وسائل الدعم والتفاؤل. - هل كان لدخول أخوكي كلية الطب أثر في نفسك؟ - بالتأكيد دخوله لكلية الطب، أثار لدي الطموح والأمل منذ البداية حتي أصل لما وصل إليه هو، وأيضاً معرفتي بكثير من الأصدقاء ممن هم في أعمار أكبر مني وأيضاً ملتحقين بكلية الطب، شجعني أكثر وأكثر. -كيف إستقبلتي مكالمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؟ - "أنا إتفاجئت" لإني كنت فاكرة إن النتيجة ستظهر يوم الأحد، وقد حدث المستشار محمد عبد السلام مستشار شيح الأزهر والدي في البداية، وسأله عني ثم أبلغه بمجموعي، بعدها مباشرة كلمني شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وده كان حاجة كبيرة وعظيمة جدًا، يمكن أكبر فرحة في حياتي حتى الآن، وقالي إنه في لندن وأول ما يرجع سيجمع الأوائل بمشيخة الأزهر ويُكرمهم جميعاً، وقتها البيت كله مصدقش، وحدثت حالة من الإنهيار المُختلطة بالفرحة والبكاء. -رسالة تريدي توجهينها لباقي زملائك من بعدك؟ - أحب أقولهم إن ربنا كريم ورحيم جداً بعباده، وأهم شيء الثقة بالله والإيمان بقسمته وقدره لنا، وإن لازم الفرد تكون شخصيته قوية ومحدد دائماً ما الذي يريده، ولا يهتم لكلام الأخرين حتي لا يُشتت نفسه.