هالهما ما يشعر به المرضى النفسيون من انعزال وإهمال ربما يؤدى إلى سوء حالتهم، فقررا أن يستغلا موهبتهما فى التمثيل الصامت «مايم» لتقديم عروض مسرحية متنوعة داخل مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعقلية، أملاً فى رسم البسمة على وجوه أهملها المجتمع. الفنان أحمد البرعى، أحد أعضاء فريق «اسمه إيه» لعروض الفن الصامت، وصفاء المحمدى زميلته، قررا زيارة مستشفى العباسية غداً السبت لإقامة عروض هناك تخفف عن المرضى معاناتهم، «أى حد بيفهم فن المايم لأنه نوع من الأداء الفنى بيعتمد على الحس الجمالى والبصرى وحركة الجسم يقوم به مؤدى واحد أو أكثر لتمثيل مسرحية من غير ولا كلمة ودا عامل قوى هيساعدنا فى توصيل إحساسنا للمرضى النفسيين».. تعريف فن المايم يوضحه «أحمد»، مستنكراً غياب دور المجتمع وتهميشه للمرضى مما ساهم فى ضياع حقهم فى الرعاية والعلاج والحياة الآمنة: «المجتمع بتاعنا بيعامل المريض النفسى على إنه إنسان مجنون، حالته خطر صعب نقرب منه، ودا مفهوم سلبى لازم نصلحه، وبالفن بتاعنا هنلمس روحهم وهنفهّم الناس إن دول بشر من حقهم الانخراط معانا مش يبقى مصيرهم سرير وحبسه وعلاج ما بيخلصش». «أحمد» و«صفاء»، بعد أيام من التفكير فى نوعية الفن المقدم إلى المرضى، قررا أن تكون المادة المسرحية قائمة أولاً وأخيراً على الارتجال الحر: «هنلبس ملابس تنكرية ونبدأ نلعب معاهم ولما نحسسهم بالألفة هنقدم لهم أجزاء من عروض حكايات بابا وماما اللى بتناقش قيمة الحب والزواج والأطفال والعواقب التى تحدث لو تمكن منا الغضب».