هل يقدر رجال المرور فى مصر على أن يسيطروا على سائقى النقل والميكروباص؟ ولا محتاجين قوات أمن مركزى معاهم؟ حضرتك بتقول إيه الداعى لهذا السؤال؟ لا، ده سؤال فى غاية الأهمية! شوف حضرتك عسكرى المرور فى الشارع. لا حول له ولا قوة. بص على أمين الشرطة. بردك نفس الموضوع. يا عزيزى المواطن سيارة النجدة بجلالة قدرها عاجزة عن إيقاف سيارة نقل على الطريق الدائرى لو السائق رفض. ظابط المرور لا يستطيع تنظيم موقف الميكروباص لو معوش تشكيل من عشرات العساكر المسلحين. الشوارع المصرية فى العشر سنوات اللى فاتت بقت فوضى. سواقين الملاكى جزء من الفوضى بس دول بيترعبوا من أمين الشرطة وكماين البوليس. لكن الفوضى الحقيقية بسبب سواقين الميكروباص وسواقين النقل التقيل. أنا مش ضدهم. من حقهم يكسبوا ويعملوا قرش. لكن مش من حقهم يدوسونا. وكل يوم على الدائرى فى القاهرة الكبرى عشرات الحوادث الكبيرة، وآلاف الخبطات الصغيرة، بتحصل بسبب بلطجة سواقين الميكروباص المتلهوجين، وبسبب غشامة سواقين النقل التقيل. إيه الداعى للسرعة الجنونية من الميكروباصات؟ ليه التريللات مصممة تمشى على الشمال؟ لأن مفيش حد يلمهم. إمتى شفت على الدائرى أو فى قلب القاهرة ظابط مرور يطارد تريللا أو ميكروباص بسبب افترا سواق التريللا على الناس؟ محصلش. إمتى شفت أمين الشرطة محتاس وسط خمس عربيات ميكروباص فى الموقف؟ دايما. بس خلينا نسأل نفسنا هو الظابط أو العسكرى معندوش إمكانيات يطبق بيها القانون فهو ضحية النظام؟ ولا عنده فهو مقصر؟ إحنا ذكرنا هنا حالة واحدة بس. هى حالة بلطجة السواقين لأنها الحالة الأهم والأكثر إلحاحا علينا كمصريين. رجل المرور فى هذه الحالة ضحية ضعف الإمكانيات، يا سادة يا مسؤلين أنا ماقدرش ألوم ظابط البوليس فى الشارع وأنا سايبه مكشوف من غير دعم كافى، وإلا أكون بطلب منه الانتحار. عايزه ينزل يخلى التريللات تمشى على اليمين والميكروباصات تمشى بأدب، وأنا مديله موتوسيكل وطبنجة، ده محتاج مدفع، ودبابة! علشان يتعامل مع البلطجة دى. لكن مش دايما رجال المرور ضحية. رجال المرور فى بعض الأحيان مقصرين. من كتر ما الشارع فيه فوضى، ومعندهمش إمكانيات، كتير منهم فقد الأمل وجاب كرسى وقعد على الرصيف وسلم الراية. بيشوف بعينه اللى ماشى عكسى ويطنش بدل ما يحبسه، بعضهم عينه خدت على الغلط وبيقول لنفسه «الناس دى فوضوية، والحكومة مش مديانا إمكانيات أعمل إيه لوحدى فى الشارع؟». ممكن حضرتك تعمل كتير. حتى الآن أغلب سواقين الملاكى يهاوبوا ظابط المرور. لو طلب منهم عدم الانتظار فى الممنوع بيرحلوا فورا. وجوده فى مناطق الازدحام يلزم الجميع بحد أدنى من النظام. وبالتالى: انسحاب بعض الضباط من الشارع يأسا من الإصلاح يزيد من المشكلة. الحكومة لازم تدى لظباط المرور التدريب اللائق والإمكانيات المناسبة فى زمن الفوضى المرورية. بلاش العربيات الصينى دى. وبلاش موتوسيكلات لأنه هيكون فى عيون المجرمين فريسة. عربيات قوية قادرة على مطاردة الميكروباصات والنقل. دعم جوى مكثف مش طائرة واحدة يتيمة بيتفشخروا بيها ليل نهار. لأ. طائرة لكل محور هام. العاصمة لازم تكون مراقبة بشكل كامل بمئات وليس عشرات الكاميرات مع تزويد كافة التقاطعات بإشارات مرور ذكية تتعامل مع الكثافة المرورية ويتم صيانتها بشكل دورى. تطبيق القانون من قبل رجال المرور بشكل حاسم على الجميع سيكون له أثر على المجتمع ككل، يعلمه أن هناك نظاما فى البلد، وأن عليك أن تحترمه إذا وددت أن تعيش فيه.