يجهز المخرج محمود فؤاد، ديكور عرض "مسافر ليل" عن نص الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، للمشاركة فى الدورة المقبلة من المهرجان القومى للمسرح، المقرر في الفترة من 19 يوليو إلى 2 أغسطس، وتعتبر مسرحية "مسافر ليل" أحد أهم مسرحيات صلاح عبدالصبور العالمية، والتى تجسدت فيها سمات مسرح العبث وقدرته على التفاعل مع مختلف الثقافات، حين تم تقديمها على مسارح أوربا وأمريكا. وقال الدكتور أحمد مجاهد، إن صلاح عبدالصبور، قدم خمسة أعمال للمسرح الشعرى، مضيفا أن "هذا العدد ليس قليلًا، بل يعتبر صلاح عبدالصبور الأكثر إنتاجًا فى هذا لإطار، فالمسرح الشعرى فى مصر نادر جدًا فى مصر، وليس لدينا من قدم مسرحًا شعريًا من شعراء المسرح الحديث يفوق صلاح عبدالصبور إنتاجًا". وأضاف "مجاهد": "صلاح عبدالصبور قدم مسرحا شعريًا متميزًا للغاية، وذلك لسببين: لأن مشروعه الشعرى كان يهدف إلى عمل نقلة فى القصيدة العربية من الغنائية الخالصة إلى اتجاه الدرامية فى شعره عمومًا ، ولذلك كان لابد أن تصل تجربة صلاح عبدالصبور إلى كتابة الدراما، والسبب الثانى أن صلاح عبدالصبور أصلا من عشاق المسرح، وكان يفهم ماهية المسرح وكيفية كتابته بإتقان، أو أن الرؤية الفنية وتقنيات المسرح كانت حاضرة عنده طوال الوقت، فكان يرى الجملة التى يكتبها". وعن تأثر "عبد الصبور" بالثقافة الأجنية، قال "مجاهد": "يتم الربط بين مسرحية (مأساة الحلاج) ، وبين مسرحية (مقتلة فى الكاتدرائية) لتوماس إليوت، لكن الحققية أن صلاح عبدالصبور كان أصيلًا فيما يكتبه، لكن صلاح عبالصبور كان متهمقًا ليس فى التراث العربى فقط ولكن فى التراث العالمى، ومصدر قوته أنه كان واسع الإطلاع والثقافة كما أن ثقافته متنوعة، فكان هاضم للمسرح الغربى بأشكاله المختلفة" وأضاف "مجاهد": "لذلك نجد عنده مسرح العبث مثل مسرحية مسافر ليل التى تعتبر مسرحية عالمية بكل المقاييس، وتم تقديمها على عدد من مسارح أوربا وأمريكا، بلغات مختلفة، وذلك لأنها مسرحية مكتوبة بفنية عالية جدًا، ولذلك يتفاعل معها الجمهور فى كل الأماكن التى عرضت بها".
