"البدلة الداكنة" جمعت بين كل من الرئيس المعزول محمد مرسي، وأبرز المفكرين الراحلين بجماعة الإخوان المسلمين سيد قطب، لم يعلم كلاهما أن مصيرهما سيكون محاكمة فريدة من نوعها، ارتدى كل منهما ملابس مدنية عبارة عن البدلة داكنة اللون، مع إبداء شموخ منقطع النظير، اختلف فيها منطوق الحكم من "مشنقة" قطب وسجن مرسي. خضع "المعزول" للمحاكمة، أمس، بتهمة قتل المتظاهرين، بعد ثورة شعبية في 30 يونيو، لعدم تقديمه ما وعد به للمصريين، وحاول في المحاكمة الظهور بهيئة مثله الأعلى سيد قطب حيث ظهر فى صورة القائد فى مواجهة الطغاة، ألا وهم القضاة، كما كان يصفهم قطب، وبشموخ وثقة وقف مرسي ببدلته الداكنة رافضًا المحاكمة مشيرًا إلى أنه الرئيس الشرعي، وخلفه باقي المتهمين وهم يديرون ظهرهم لهيئة المحكمة. وبالرجوع إلى الخلف 48 عامًا، نجد المفكر الإسلامي سيد قطب يدخل إلى قاعة المحكمة ببدلته الداكنة أيضًا وسط حراسة مشددة من الضباط، فدخل إلى القفص بصمود، وحُكم على سيد قطب وعدد من أعضاء التنظيم حينها بالإعدام، واستقبل حكم الإعدام بكلمة "الحمدلله"، وسيق قطب إلى المشنقة بابتسامة عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية، لم تختلف كثيرًا عن ابتسامة قيادات جماعة الإخوان وقت القبض عليهم بل ولم تختلف عن ابتسامة المعزول عند هتافات محامي الدفاع عن المتهمين داخل قاعة المحكمة.