أصوات داخل منزل قديم مكون من طابقين، بمنطقة الرجبي بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، يتصاعد منها صرخات ونواح من آلام المرض التي انتابت أحد أبناء المنزل والذي يعيش بمفرده برفقه والدته وشقيقه الأكبر، بسبب غلاء نفقات المعيشة ومصروفات علاجه الشهرية، في ظل صعوبات الحياة وعدم القدرة على الحركة والتأقلم مع من حوله. شاب في مقتبل عمره لم يتجاوز نهاية العقد الثالث، يدعى محمد جوده عبد الحميد أبو العلا، 30 سنة، غلبه المرض طوال فترات عمره كونه أصيب بالشلل الرباعي في الأطراف، كما أصيب بعدم القدرة على التحرك وتناول الطعام بسبب إصابته بالقرحة في المعدة والمرىء، بسبب "إنزيمات" نتجت عن عدم رعايته صحيا طوال ال5 سنوات الأخيرة، التي حاول فيها أهله وذويه أن يطوفوا مستشفيات حكومية عديدة للحصول على موافقات علاجه على نفقه الدولة أو التأمين الصحي ولكنها جميعا جاءت دون فائده. "الحمد لله يارب أنا هبقي كويس وربنا كبير واشفيني يارب وياريت تساعدوني"، بتلك الكلمات التقط "أبوالعلا "خيط الحديث، مع "الوطن"، وهو يجلس طريح الفراش لا يقدر على الحرك من مكانه، ولكنه اكتفي أن يشير بأصابع يداه وهو يدعو الله بشفائه وهو يصرخ ألما "آه مش قادر اتحمل وجعي"، بينما الدموع انتابت عيناه واضع رأسه على صدرها وظل صامتا مكتفيا بالصمت أن يكون داخله. من جانب آخر جلست الحاجة "ليلى" بجوار نجلها الأصغر وهي تردد عدة عبارات منها "لله الأمر من قبل ومن بعد، وأنا بتمنى من الله أن يشفي محمد، ونفسنا نحس إنه مرتاح في حياته بوجوده وسطنا، وهضحي لآخر يوم في عمري بخدمته ورعايته ومن جوايا بتقطع لما بشوفه حالته الصحي بتسوء بشكل تدريجي يوم عن يوم". وأوضحت والدة الشاب أنها سعت لصرف علاج والده المتوفي، ولكنها لم تتمكن بسبب إجراءات الروتين، مناشدة عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن والشئون الاجتماعية، بضرورة التدخل العاجل وصرف معاش والده الشهري وتوفير كافة الرعاية الطبية والعلاجية اللازمة له كي يعيش كريما في حياته". وقال طارق جودة سائق شقيق الشاب: "مصروفات علاجه الشهرية تتجاوز 2500 جنيه، وحياته في خطر ونفسنا الدولة تساعدنا من خلال توفير قرار علاج على نفقتها أو التأمين الصحي"، مشيرا إلى أن كافة اللجان الطبية رفضت مساعدتنا على الرغم من إجراء فحوصات وأشعه طبية له داخل مؤسسات حكومية، مؤكدا أن نسبة الإعاقه له بلغت 100 %. وأعرب أنه يتمنى تحقيق حلم شقيقه في أن يشعر بالأمن والأمان والاستقرار، لافتا إلى أن عيناه ترى بكاءه كثيرا وأذنه تسمع صرخات آلامه فى صباح كل فجر وغروب الشمس فى كل مساء في ظل أمنياته متكررة في أن يتمكن من أداء حلم الصلاة في المسجد الحرام قبل مماته على حد قوله. وأشار أن الأسرة لجأت إلى وسائل قانونية للحصول على حقوق شقيقه، ولكنها باءت بالفشل لذا تحرك سعيا في طرق أبواب كافة المسؤولين لمساعدة شقيقه، ولكنه لم يتمكن مضيفا بقوله: "بقينا محتارين في ظروف الحياة والمعيشة وهو في وسطنا بنرعاه ولكنه محتاج علاج داخل مستشفيات حكومية كبيرة بدل من تدهور حالته الصحية وتعرضه للموت".