خصصت مديريات الطب البيطري، فرقًا، لتحصين الماشية، إثر ظهور مرض الجلد العقدي، أو ما يُطلق عليه الفلاحون "جدري الأبقار"، في العديد من القرى ببعض المحافظات، بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ، وتنظيم ندوات لتوعية المربين حول سبل وطرق التحصين والوقاية منه، وسط شكاوى من مزارعي إحدى قرى الصعيد بعودة ظهور "الحمى القلاعية" وتسببه في نفوق 100 رأس. ففي سوهاج، اشتكى أهالي مركز العسيرات، من ظهور مرض الحمى القلاعية بشكل واسع، ما نتج عنه نفوق أعداد كبيرة من الأبقار. فيما نفت مديرية الطب البيطري بالمحافظة وجود أية بلاغات من المواطنين عن ظهور الحمى القلاعية، وأعلنت أنها فحص الأماكن المتضررة. وقال ثروت علي محمد، مدير إدارة التعاون الزراعي بمركز العسيرات، إن مرض الحمي القلاعية انتشر في ربوع مركز العسيرات، وبخاصة قرية جزيرة أولاد حمزة، مؤكدا أن هناك حالات نفوق جماعية للأبقار، إثر ظهور طفح جلدي وأورام في الفم. وأضاف أبو الحجاج شمندي، أمين صندوق الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، أن المرض تسبب في نفوق بقرتين بحظيرته خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا أن علاج الأطباء البيطريين للحالات المصابة لا يُجدي نفعا، لأن الحيوانات عندما تصاب بهلا تستجيب للعلاج، وتنفق خلال يومين. ولفت إلى أن عدد الأبقار النافقة في قرية "أولاد حمزة" وصلت إلى 100 خلال الأسبوع الماضي. فيما نفى محمد أبو ضيف، وكيل وزارة الطب البيطري بسوهاج، تلقي المديرية أية بلاغات بشأن ظهور مرض الحمى القلاعية، موضحا أنه جرى تحصين 199 ألف رأس ماشية ضده خلال الفترة الماضية. وأوضح أنه سيرسل فريقا متخصصا إلى المناطق التي يثار حديث عن وجود إصابات بها، للوقوف على حقيقة الأمر، وتحصين الحيوانات. وفي قنا، قال الدكتور، أيمن عبد اللاه، مدير مديرية الطب البيطري، إن حملات التحصين ضد مرض الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار، بدأت منذ أسبوعين في كافة الإدارات والوحدات البيطرية بالمحافظة، ومستمرة حتى إتمام عمليات التحصين كاملة. وأشار إلى أن المرض ظهر في 3 بؤر، هي "دشنا، ومركز أبوتشت، ومركز قنا"، وجرت عمليات التحصين في شكل دائرة لجميع الأبقار سواء كانت مصابة أو غير مصابة، موضحا أن جميع الأمصال الخاصة بالمرض، متوافرة في الوحدات البيطرية. وواصلت مديرية الطب البيطري بأسيوط، عمليات تحصين الماشية، بتطعيمها ضد الجلد العقدي، وذلك بعد ظهور حالة إصابة بالمرض لرأس ماشية في قرية موشا. وقال الدكتور محمد بخيت، مدير المديرية إنه جرى تحصين نحو 40 ألف رأس ماشية من الأبقار بلقاح الجلد العقدي، وهو المرض الذي يصيب الأبقار، مشيرا إلى أن من أعراضه، ارتفاع في درجات الحرارة ونقص شديد في المناعة عند الحيوان المصاب، وخمول في الجهاز الليمفاوي. وأوضح أن الماشية المصابة إن كانت تحمل في أحشائها جنينا، يَمُت على الفور، ويصاحب ذلك نقص في مقدار اللبن الذى تدره، ويصاحبه ظهور بعض العقد الحمراء.و كذلك شهدت محافظة القليوبية، إعلان حالة الطوارئ بعد تلقي مديرية الطب البيطري بلاغات عديدة من المواطنين بانتشار مرض الجلد العقدي، حيث دفعت بعدد من الحملات المكثفة وفرق الاستجابة السريعة، للمتابعة واكتشاف الحالات المصابة عقب انتشار شائعات بقيام أصحاب الماشية المصابة بذبحها وبيع لحومها في الأسواق الشعبية بأسعار رخيصة. ورصدت تقارير اللجان، أن البؤر المصابة بالمحافظة، تمركزت في "الخانكة وطوخ وبنها والقناطر الخيرية" حيث أُعلن عن إصابة 20 رأس ماشية، ونفوق 6، بمرضي الحمي القلاعية والجلد العقدي. وقالت الدكتورة أمل العسيلي، مدير المديرية، إن فرق الطوارئ تجري عمليات مسح واسعة لتحصين بؤر الإصابة وتمشيط مناطقها لمحاصرة المرض، مشيرة إلى عدم وجود خطورة وبائية حيث تجري عمليات تحصين مجانية للماشية بالتنسيق مع المحافظات المجاورة لمنع انتشاره. فيما نظمت مديرية الطب البيطري بمحافظة الأقصر، ندوة إرشادية بالوحدة الصحية بالعوامية، بالتنسيق مع مديرية الصحة، حول مرض الجلد العقدي، وسبل التحصين، وطرق مكافحة الناموس الناقل للمرض. وقالت دنيا زاد همام، مدير إدارة الإرشاد بمديرية الطب البيطري بالمحافظة، إن الندوة تضمنت عدة نقاط هامة حول أعراض الإصابة بالمرض، والتوعية بكيفية الوقاية منه. وفي كفر الشيخ، نفى الدكتور عبد الحكيم أبو إسماعيل، مدير مديرية الطب البيطري، ظهور حالات إصابة بمرض الجلد العقدي، مؤكدًا تحصين 65 ألف رأس ماشية من الأبقار منذ 20 يونيو الماضي، ومن المستهدف 120 ألفا أخرى، كما أُجريت عمليات "رشّ" لحظائر الماشية في عدد كبير من القرى والعزب كإجراء احترازي. وشدد على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، لضمان عدم انتشار المرض، كما أصدر تكليفاته لمديري الإدارات بإعداد تقرير يومي حول جهود كل قطاع للمكافحة، مع تكثيف عمل فرق مكافحة ناقلات الأمراض بجميع مراكز المحافظة، والتنسيق مع الوحدات المحلية للرش الدوري للبِرَك والمصارف والمستنقعات، لمنع انتشار الناموس الذي يعد الناقل الأول للمرض بين الماشية. وأضاف أنه تابع توزيع اللقاحات على الأطباء للتعامل مع الناموس، ورش الحيوانات، فضلًا عن تقديم الرعاية والعلاج والأدوية التي تصرف من الطب البيطري، فضلاً عن توعية المربين بالاهتمام بمستوى النظافة داخل الحظائر، مع عمل أسلاك على النوافذ لتجنب الحشرات مع استخدام المبيدات الحشرية، وعدم استيراد حيوانات من مناطق المرض أو إدخال أخرى جديدة للمزارع.
