طالب مركز "الأرض" لحقوق الإنسان وزارة الزراعة بتعويض مزارعي كفر الشيخ المتضررين من نفوق مواشيهم بسبب انتشار أمراض الحمى القلاعية والسل البقري والجلد العقدي التي بلغ عدد الحالات المصابة به أكثر من ثلاثين حالة خلال الشهر الماضي. ودعا المركز، في تقرير جديد له، إلى اتخاذ إجراءات وقائية عاجل لمنع إهدار الثروة الحيوانية التي تقدر بثلاث ملايين رأس من الأبقار، وحوالي 2.5 ملايين رأس من الجاموس، وحوالي 4 ملايين رأس من الماعز والأغنام . وأوضح التقرير أن مرض الجلد العقدي "وباء" ينتشر بصورة سريعة ومخيفة، كما أن صغار المزارعين والمربين أكثر الفئات تضررًا حيث يفقدون مورد غذائهم ودخلهم، لافتين إلى وجود أسر كثيرة حصلت على قروض لتربية رأس أو اثنين من الأبقار على الأكثر كمشروع اقتصادي يدر دخلاً في مقابل تسديد القرض. وشدد على ضرورة توفير التحصين للمواشي بسعر منخفض يتناسب مع دخل الفلاحين الذين يعانون من عدم وجود سيوله نقدية، حيث أن الدخل اليومي لهذه الأسر منخفض ويكفى بالكاد لسد الاحتياجات الأساسية، الأمر الذي يجعل المواشي عرضة للنفوق، ويعرض الأسر للتعثر في تسديد القرض وشبح الحجز والحبس. وأشار إلى أن انتشار مرض الجلد العقدي في الفترة الأخيرة جنبًا إلى جنب مرض الحمى القلاعية وعدم مواجهتها من قبل المسئولين بما يتناسب مع حجم المخاطر والكارثة الصحية والاقتصادية أدت إلى عزوف الكثير من المزارعين والمربيين عن تربية المواشي لأن المخاطرة غير مضمونة في ظل إهمال الجهات الحكومية لمواجهة هذه الأمراض، ودعم حقوق صغار المزارعين، مما أدى لتزايد البطالة وتسريح العمال من مزارع الألبان واللحوم . ودعا مركز الأرض وزير الزراعة والمسئولين بالحجر البيطري وهيئة الخدمات البيطرية ومسئولي الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة ومعهد بحوث صحة الحيوان لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انتشار المرض ومحاصرته كل ما يتعلق به، فضلاً عن تنظيم قوافل بيطرية ومتابعة دورية للتحصين والاهتمام بالأماكن الموبوءة وعمل تحصين إجباري بها للحيوانات السليمة بعد فصلها عن الحيوانات المصابة وسن قوانين وتشريعات تمنع انتقال المواشي بين المحافظات خلال فترات انتشار المرض من خلال إشراف بيطري لمنع تفشى الوباء بين محافظات الجمهورية، ضمانًا لإنتاج لحوم وألبان صحية ونظيفة. وكان المزارعون قد تقدموا بشكاوى لمركز الأرض يؤكدون فيها نفوق مواشيهم بسبب انتشار مرض الجلد العقدي وسط عجز مديرية الطب البيطري عن توفير العلاج اللازم للمواشي. وكشفوا أن حملات تحصين الماشية ضد مرض الحمى القلاعية لم تحدث منذ العام الماضى، كما رفضت الإدارات البيطرية تحصين الماشية ضد مرض الجلد العقدى بسبب عدم تتوافر الأمصال لديهم، مما أدى لانتشاره بين مواشي الفلاحين ونفوقها وتسبب في خسائر فادحة للفلاحين. وطالب الفلاحون بصرف تعويضات عن نفوق مواشيهم، مشيرين إلى أن الإدارات الطبية تتجاهل شكواهم وترفض التخلص من الماشية النافقة مما يدفعهم لإلقائها في المجارى المائية للقرى، الأمر إلى ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية، خاصًة في ظل ارتفاع عدد الماشية المصابة والنافقة. يُذكر أن "الجلد العقدي" من الأمراض الوبائية المتوطنة في مصر منذ بداية ظهوره عام 1988 عندما استوردت مصر شحنة أبقار من كينيا، وعقب ظهوره تم إنشاء برنامج سنوي للتحصين المجاني منذ عام 1990. ويتزايد انتشار مرض الجلد العقدي بسبب فيروس يسمى "كامب إسكاي ديزيز" الذي يصيب الأبقار ويظهر في صورة بؤر تمتلئ بما يشبه الصديد بشكل عنقودي على جلد الحيوان، ويؤدى في النهاية إلى نفوقه .