بمجرد أن يسمعوا نداءه الشهير الذى يأتيهم من مسافة بعيدة: «يا واد رد عليّا»، يصطف الأطفال فى انتظار بائع الآيس كريم وفى أيدى كل منهم عملة، لشراء «قرطاس الجيلاتى» الذى يخفف إحساسهم بسخونة أسفلت الأرض الذى يلعبون عليه طوال النهار. عماد يوسف، هو بائع الغلابة والبسطاء، يسير بدارجته فى المناطق الشعبية والعشوائية، التى يحب أطفالها «أكل الآيس كريم». فى الشتاء يغير يوسف بضاعته ليحل محلها «الكسكسى» الذى يتناسب مع برودة الجو. «عمو عماد» هو اللقب الذى يناديه به الأطفال، فهم أكثر زبائنه: «أهاليهم واثقين فيّا وعارفين إن حاجتى نضيفة وعمرى ما هضرهم»، ورغم انتشار شركات الآيس كريم التى غلبت عماد فى التنوع والطعم الشهى، فإن عماد لم يتأثر، مقتنعاً بأن الأرزاق بيد الله. «أنا مانزلتش التحرير مع الثوار رغم أن الزباين هناك أكتر لأنى مش ممكن أتاجر فى ميدان الشهدا».. كان هذا هو رد عماد على اثنين من أصدقائه أشارا عليه بالنزول إلى التحرير: «الناس هناك ياما ومش هلاحق عليهم لكنى أرفض أن أستغل الثورة والثوار وأبيع الجيلاتى بدم الشهدا». عماد، 33 عاماً، متزوج، ولديه أربعة توائم محمد ومها ورضوى وياسمين، ولا يعرف من الذى سينتخبه «الواحد مش عارف حاجة».