جاءت الى ميدان التحرير صامتة، باكية، لا تتحدث، تجوب الميدان، وهى تحتضن صورة ابنها ولافتة مكتوبا عليها "يا ناقص يا خسيس دم الشهيد مش رخيص.. أم الشهيد محمد محمود"، وكان ذلك قبل قرار تنحى مبارك وظلت فى الميدان حتى جمعة النصر، وهى تحمل علم مصر وتهتف مع المتظاهرين فى الميدان. تبحث عن صورة ابنها الشهيد بين صور الشهداء المرفوعة فى الميدان أو فى أيادى المحتفلين بالنصر، تقبلها ثم تقف ووجهها يتصبب عرقاً وصوتها يحمل قوة غريبة ابنى شهيد ودم الشهيد هوه اللى جمعكم هوه اللى خلاكم إيد واحدة، دم الشهيد هوه اللى خلاكم تفرحوا، دم الشهيد طهر قلوبنا ونفوسنا، دم الشهيد هوه اللى خلاكم تقولوا للظلم لأ وللفساد لأ وللسفاح لأ وللحرامية لأ، الشهيد مات علشان إنتوا تعيشوا، ودمه هوه اللى خلى كل مصرى يرفع راسه ويقول أنا مصرى، هوه اللى رجع كرامة مصر ورفع رايتها عالية، دم الشهدا مش سهل، دم الشهدا غالى وتمن الحرية غالى، دم الشهدا ماراحش هدر، دم الشهدا هوه اللى طهر البلد وهوه اللى رجع لنا الحرية"، ظلت تردد هذه العبارات بلا توقف، بينما التف حولها المئات. هكذا قالت الصحفية زينب عبداللاه عن أم الشهيد محمد محمود خلال برنامج ثوار 25 يناير بقناة الفراعين أمس. وأضافت اتصلت بها الأسبوع الماضى فوجدتها قد لحقت بابنها الشهيد، وقالت: إنى فى آخر يوم لها فى الميدان حاولت تهدئتها وقلت لها لا تحزنى ابنك فى الجنة فقالت "أنا عارفة إن ابنى فى الجنة علشان قال للظلم لأ وللفساد لأ، كل الشهدا فى الجنة، ابنى كان كاتب كتابه وأنا شوفته النهاردة عريس فى الجنة، والناس كلها فى الميدان بتهنينى، أنا شايفاه النهاردة فى وشوش الناس كلها وفى فرحتهم". وأضافت الكاتبة الصحفية أن الأم غادرت الميدان فور تنحى الرئيس مبارك معتبرة أنها استردت جزءاً من كرامتها وكانت تطالب بمحاكمة عادلة عاجلة لحبيب العادلى فى قلب ميدان التحرير.