رست حاملة طائرات أميركية قبالة الفلبين، اليوم، في زيارة هي الثالثة في غضون أربعة أسابيع، أشار خلالها قائدها إلى "الوجود الدائم" لبلاده في المنطقة بينما تثير المطامع العسكرية الصينية توترًا. ورست حاملة الطائرات، التي تعمل بالطاقة النووية في مانيلا بعد إبحارها في بحر الصينالجنوبي المتنازع عليه، في إطار مهمة تهدف إلى طمأنة حلفاء واشنطن في المنطقة. وتؤكد الصين أحقيتها على غالبية البحر الذي تمر عبره سنويا تبادلات تجارية بالترليونات إلا أنها تصطدم بمطالب دول أخرى هي بروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان وفيتنام. وتعرضت بكين للانتقاد عندما حطت قاذفات تابعة لها الشهر الماضي على جزيرة متنازع عليها في بحر الصينالجنوبي، ووردت معلومات بانها نشرت صواريخ على جزيرة أخرى. وصرح الأميرال مارك دالتون أمام صحافيين على متن حاملة الطائرات أن الغرض من الزيارة هو تأكيد التزام الولاياتالمتحدة إزاء المنطقة. وصرح قائد حاملة الطائرات "الدول القلقة إزاء الالتزام الاميركي يمكنها الاطمئنان بوجود روتيني دائم لمجموعة رونالد ريغن الضاربة". ومضى دالتون يقول "لقد سيّرنا قوات بحرية عدة في المحيط الهادئ على مدى سبعة عقود ... وهذا وجود دائم ومهمة مستمرة لم ولن تتغير". وهذه الزيارة الثالثة منذ أواسط شباط/فبراير التي تقوم بها حاملة طائرات أميركية الى الفيليبين أو مياه مجاورة وتأتي في الوقت الذي تعتمد فيه مانيلا مقاربة تتفادى المواجهة مع بكين حول بحر الصينالجنوبي. "حرية الملاحة" مع إن الفيليبين كسبت قضية مهمة في 2016 حول المطامع الصينية في الممر البحري، فان الرئيس رودريغو دوتيرتي فضل تركها جانبا من اجل جذب الاستثمارات وتعزيز التجارة مع بكين. وتنقل حاملة الطائرات رونالد ريغن التي يتجاوز طولها، 335 مترًا، علو برج إيفل 5,500 بحار وأكثر من 70 طائرة. وتابع دالتون أن الوجود البحري للولايات المتحدة في المنطقة هو بهدف "الحض على الالتزام بأسس القانون الدولي". وكان البنتاغون انتقد سياسة "الترهيب والإكراه" التي تنتهجها الصين عندما أنزلت طائرات قاذفة طويلة المدى للمرة الاولى في مياه متنازع عليها، ما جعل كل منطقة جنوب شرق آسيا في مرمى نيرانها. وواجهت حكومة دوتيرتي ضغوطا في الداخل خصوصا بعد نشر معلومات صحافية في يونيو بأن عناصر من خفر السواحل الصيني صادروا ما علق في شباك صيادين فيليبينيين في بحر الصينالجنوبي. وقالت مانيلا انها تعمل بشكل وثيق مع الصين وانها تتقدم بشكاوى لكن دون اثارة ضجة لتفادي أي مواجهة. وتنظم البحرية الاميركية بشكل دوري في البحر المتنازع عليه عمليات في اطار "حرية الملاحة" تقوم خلالها بالإبحار على مسافة قريبة من منشآت عسكرية أقامتها الصين على جزر أو جزر اصطناعية، للتذكير بأنها ترفض أية مزاعم تتعلق بالمنطقة. وتضم مجموعة ريغن الضاربة سفينة "انتيتام" المزودة بصواريخ موجهة والتي قامت مع مدمرة بدورية في اطار حرية الملاحة الشهر الماضي ما أثار غضب بكين. وقال دالتون الثلاثاء ان أفعال الصين لم تردع الولاياتالمتحدة عن الابحار في المياه الدولية، وصرح "تقوم البحرية الاميركية بهذه (الدوريات) بشكل روتيني وسنواصل القيام بذلك بشكل روتيني".