سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدكتور طلعت عفيفى: اختيارى لم يكن لإرضاء السلفيين.. والانفتاح على التيارات الإسلامية واجب وزير الأوقاف قال إنهم أيقظوه من النوم لمخاطبة قنديل وحلف اليمين فى اليوم نفسه
أكد الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، أن اختياره لهذا المنصب لم يكن لإرضاء التيارات السلفية. واعتبر أن الله وحده هو الذى جاء به إلى منصبه، وأوضح أن أولوياته الآن هى عودة الهيبة إلى منبر الجامع، وأشار إلى أن وزارته قائمة على المنهج الوسطى وأن من يثبت تشدده أو تطرفه سيواجهه. * هل كنت تتوقع ترشيحك لهذا المنصب؟ - لم أتوقع هذا ولم يخطر ببالى ولم أنتظر منصبا فى يوم ما، ولا أعلم من رشحنى لهذا المنصب، وإنما أقول إن الترشيح والاختيار جاءا من عند الله تعالى؛ فقد أيقظونى من نومى فى الساعة العاشرة والنصف صباحا يوم الخميس الماضى لمقابلة رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل واتصل بى أحد الأصدقاء ليبلغنى بأن رئاسة الوزراء تحاول الاتصال بى فى منزلى، وبعدها قابلت قنديل ظهرا وفى آخر اليوم حلفنا القسم أمام الرئيس محمد مرسى. * هل ترددت فى قبول المنصب؟ - تقلدى للمنصب لن يزيدنى شيئا، وغيابه عنى لن ينقصنى شيئا؛ فأنا أؤدى خدمة لله تعالى الذى جاء بى إلى هذا المنصب، وهذا من باب القضاء والقدر. * ما علاقتك بشيخ الأزهر؟ - الحمد لله علاقتى بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر طيبة من الأساس فلا يوجد تناقض أو تصادم، وكنت قد توليت عمادة كلية الدعوة فى فترة تولى الطيب رئاسة جامعة الأزهر، وإن شاء الله تعالى التعاون سيزيد ويتأصل فيما بيننا. وشيخ الأزهر اتصل بى عقب أداء اليمين الدستورية وهنأنى على المنصب ودعانى إلى حفل إفطار. * يتردد أن ترشيحك فى اللحظة الأخيرة جاء إرضاء للسلفيين؟ - لم يأت بى إلا الله، وأنا أحب الجميع، إخوانا وسلفيين، وفى النهاية أنا أزهرى وأتعاون مع الجميع وليس لى فى «التربيطات». * ما أهم أولوياتك فى وزارة الأوقاف؟ - سأهتم بإنجاح الدعوة؛ فهذا يعنى نجاح رسالة وزارة الأوقاف؛ فالدعوة ستكون من خلال وزارة تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة، ولهذا أوقف الناس أموالهم وأراضيهم ودُورهم لأجل الدعوة لله تعالى ونيل رضاه. * وما أهم المحاور التى تركز عليها؟ - الدعوة تتمثل فى داعية ومسجد ومنهج، والحمد لله دعوتنا قائمة على الوسطية والاعتدال؛ فهذا نهج الأزهر دون تطرف أو تشدد، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمساجد وتجهيزها لاستقبال المصلين فى أى وقت، وإعداد الدعاة بحيث يؤدون رسالتهم على أكمل وجه. * ماذا عن مطالبات البعض بتطهير الوزارة من الفساد؟ - هذا كلام سابق لأوانه، ونحن لا نريد الاصطدام بأحد؛ فالعمل والأداء هما الفيصل، ومن نجد فيه التعاون والإخلاص فى العمل والاستجابة لدرجة كبيرة فى أداء الرسالة سنتعاون معه، أما من يثبت عكس ذلك فلن يجد نفسه بيننا، ولن أحكم على أحد بكلام الناس؛ فالعنصر الجيد أو الردىء سيظهر من خلال العمل وسيتم الحكم على كل واحد بعمله وأدائه، وستكون الكفاءة هى المعيار عندى، ومن يقف فى طريق الدعوة أو يحاول إعاقة الوزارة عن أداء دورها سنواجهه. * هل ستطالب الأئمة بأى أعباء فى وقت يعانون فيه تدنى الرواتب؟ - مسألة تحسين أوضاع الدعاة مقرونة بمنظومة كبيرة تتمثل فى الدولة وأوضاعها وتحديدها للحدين الأدنى والأقصى للأجور، ولو أتيح لى التقدير لن أساوى بين من يعمل ويجتهد فى أداء رسالته ومن لا يعمل. * لكنهم يطالبون بكادر خاص.. ما خططكم للتعامل مع هذا الموقف؟ - من حق الدعاة المطالبة بكادر خاص بهم ونحن وراءهم حتى حصولهم على حقوقهم. ومسألة تحديد راتب معين كحد أدنى تتطلب دراسة مع مراعاة تغيرات الواقع وظروف البلاد. * ما الجديد الذى ستحمله للأئمة؟ - سأسعى إلى تقسيم الأئمة إلى فئات متميزة ومتوسطة ودون المستوى، وسنكافئ المتميز بمنحه العمل بالمساجد الكبيرة لإلقاء الخطب والدروس، وسنحاول النهوض بالضعيف ورفع قدراته من خلال الدورات التدريبية. * ماذا عن الوساطة والمحسوبية؟ - لا مكان للوساطة والمحسوبية داخل وزارة الأوقاف بعد اليوم، والكفاءات ستنال فرصتها كاملة؛ لأن الداعية يتعامل مباشرة مع الجمهور، وبالتالى لا بد أن يتميز بمهارات الاتصال والخطابة، كما أننى سأستعين بالكفاءات العلمية من جامعة الأزهر فى إثراء الدعوة الإسلامية. * وما هدفك من ذلك؟ - يهمنى أن تعود للمنبر هيبته من خلال خطبة مفيدة عملية تقال فيها كلمة الحق بغض النظر عن انتماء من يقولها، وسأفتح الباب أمام كل المبدعين فى الدعوة والخطابة من جامعة الأزهر، وانتظروا الفرق بين خطب المساجد الآن وفى الماضى. * هل أنت مع تجديد الخطاب الدينى؟ - كثر الجدل حول تجديد الخطاب الدينى، لكننا لا يمكن أن نجدد فى الأصول والثوابت وإنما التطوير والتجديد يكون فى الأساليب والأدوات والتسلح بالطفرة المعلوماتية والانفتاح على الشبكة العنكبوتية. * وهل ستفتح صفحة جديدة مع التيارات الدينية؟ - واجب علينا فتح صفحة جديدة مع التيارات الإسلامية؛ فهى جزء لا يتجزأ من المجتمع، والتنوع مطلوب فى أن يكون تنوع تكامل وليس تضادا، وفى النهاية الجميع مسلمون. * كيف ستتعامل مع المتشددين؟ - وزارة الأوقاف قائمة على المنهج الوسطى، وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح، ومن يثبت تشدده أو تطرفه سيتم استدعاؤه ومناقشته فى أفكاره وتوجيه النصح والإرشاد له ومواجهته.