أيامٌ قليلة وتنطلق الانتخابات الرئاسية المبكرة في تركيا،التي دعا لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في نفس اليوم الذي تنعقد فيه الانتخابات البرلمانية التركية، والتي ينافسه فيها محرم إنجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا. ومنذ أعلن حزب المعارضة التركي عن ترشيح "إنجه" لمواجهة سيطرة "أردوغان" على مقاليد الحكم في تركيا، لم يهدأ مدرس الفيزياء السابق المعروف بخطبه وتصريحاته النارية، وأطلق قذائفه الكلامية في كل اتجاه لتنال الرئيس التركي وعائلته وسياساته. "أفرج عن ديميرتاش، ودعنا نتنافس مثل الرجال"، هكذا كان أول تصريحات "إنجه" النارية فى مواجهة "أردوغان" وممارساته الانتقامية من معارضيه، فور إعلانه الترشح في انتخابات الرئاسة خلال تجمعٍ حاشدٍ في أنقرة، متهمًا الرئيس التركى الحالى بزج الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطى المعارض كمال الدين ديميرتاش فى السجن. وفى خطاب قبوله الترشيح فى اجتماع الحزب، أظهر مرشح حزب الشعب الجمهوري استخفافه بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث وصفه قائلاً: "ذلك الذى يسمى بالزعيم العالمي ويحتدم ويستشيط غضبًا كل يوم". وفي حوار مع صحيفة “حريت” التركية، قال محرم إنجه إنه سيبيع القصر الرئاسي الفاره الذي بناه "أردوغان" ويعيش فيه، وسينتقل للسكن في قصر "تشانكايا"، كما وعد أيضًا أنه سيتجول بدراجته في الشوارع دون حراسة. التحركات العسكرية ل"أردوغان" ونظامه طالها سيف تصريحات المرشح العلماني الذي دافع عن الحجاب، حيث انتقد طريقة الإعلان عن طريقة الإعلان عن عملية عسكرية محتملة ضد معقل تنظيم "بي كا كا" الإرهابي بجبال قنديل، شمالي العراق، خلال مقابلةٍ تليفزيزنيةٍ قال فيها "لنقل أنكم تودون تنفيذ عملية عسكرية في قنديل (معقل المنظمة الإرهابية).. هل تعلنون عن ذلك بالطبل والمزمار؟"، معتبرًا أن الرئيس التركي "ليس همه تنفيذ عملية ضد التنظيم في قنديل بل تحقيق مكاسب انتخابية"، على حد قوله. "إنه يأخذ البلاد إلى الهاوية.. البنك المركزي يجب أن يكون مستقلا وكذلك المؤسسات الاقتصادية الأخرى.. يجب تنفيذ اللوائح"، تصريحٌ آخر انتقد فيه محرم إنجه السياسات الاقتصادية للرئيس التركي، خلال حواره مع وكالة رويترز، معتبرًا أن سياسات أردوغان سببها أنه تهيمن عليه "هواجس أيدولوجية". وفي أكثر من مناسبة، وجه "إنجه" اتهامات لوسائل الإعلام التركية بعدم تغطية مؤتمراته، معتبرًا أنها تنفذ توجيهات خصمه رجب طيب أردوغان، حيث نقلت شبكة يورو نيوز عنه تغريدته على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" التي قال فيها "إن حظرًا إعلاميًا قد فُرِض على أحزاب المعارضة بناء على طلب الرئيس، وأنه فى حال استمرار الحظر الإعلامى الحكومي، فسنقيم مسيراتنا أمام محطات التليفزيون"، كما قال في حواره مع وكالة رويترز إن "حالة وسائل الإعلام تدمي القلوب. لقد استسلموا وركعوا". اللاجئون السوريون أيضًا وقعوا تحت سوط تصريحاته النارية، حيث قال محرم إنجه في مقابلة مع قناة "CNN" موجهًا كلامه للسوريين الذي سافروا لتقضية إجازة العيد: "إذا كنت تستطيع أن تذهب وتبقى ثم تعود من جديد، فلماذا لا تبقى هناك؟ لماذا تأتي؟ هل تأتي لقضاء عطلة هنا؟ هذا غير مقبول"، وتعهد بأن يغلق المعابر الحدودية مع سوريا ومنع السوريين الذين سافروا إلى سوريا لقضاء إجازة العيد من العودة إلى تركيا. آخر تصريحات "إنجه" النارية، كانت اتهامه لنجل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقتل الفنانة التركية سفيم تانوريك بسيارته مما أدى إلى وفاتها عام 1998، حيث تحدث في خطاب له بمدينة "تونجلي" قائلًا لأردوغان: "تفضل إن شئت فلنبحث سويًا عن ملف جريمة قتل سفيم تانوريك، أم أنك تود أن أتحدث أنا وحدي"، وكشفت صحيفة "زمان" المعارضة في تركيا، عن فرض السلطات التركية حجبًا على الأخبار التي تتناول تصريحات المرشح الرئاسي بشأن مقتل الفنانة التركية.
