تبنت لأول مرة «جبهة النصرة لأهل الشام»، التى تعتبر من أجنحة تنظيم القاعدة، تفجيرات دمشق الأخيرة، كما أعلنت تبنيها عمليات حدثت خلال الأشهر الماضية فى حلب، فيما أكد ثوار من سوريا فى تصريحات ل«الوطن» أن «مسلسل القاعدة «فبركة أمنية» لتخويف المراقبين الدوليين». ونشرت جماعة «جبهة النصرة» البيان رقم «4» الذى «نشره موقع «سريا بوليتيك» الإلكترونى أمس، أعلنت فيه تبنيها عملية تفجيرات دمشق، وجاء فى البيان: «كنا قد وعدنا النظام بالرد على قتله للعوائل والنساء والأطفال والشيوخ، وها نحن نفى بالوعد، ونقول للنظام: أوقف مجازرك، ونرجو من أهل السنة تجنب السكن أو المرور بجوار الفروع الأمنية وأوكار النظام». وأسفر انفجاران انتحاريان وقعا فى دمشق الخميس عن سقوط ما لا يقل عن 55 قتيلا و372 جريحا، وكانا أكثر الهجمات فتكا منذ اندلاع انتفاضة مناهضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد فى مارس عام 2011. وكانت الحكومة قد اتهمت القاعدة بأنها وراء الهجمات التى استهدفت دمشق بشكل متكرر فى الشهور الأخيرة، وقال مسئول طلب عدم ذكر اسمه: «لدينا معلومات أن ما بين 350 إلى 600 عضو بالقاعدة منتشرون فى دمشق ومشارفها». وقالت الثائرة السورية شادية محمد ل«الوطن»: «النظام يعمل مع القاعدة، وساعدهم على الدخول للعراق، والآن يستعملهم ليستمر فى الحكم»، وتابعت: «من يقرأ تاريخ العلاقة بين النظام والقاعدة يعلم جيدا أنهما متحالفان ضد الثورة السورية». وقال الثائر السورى من مدينة الرستن أبوروان ل «الوطن»: «القاعدة حتى الآن لم تفجر مقرات أمنية أو مؤسسات تابعة للنظام، مما يعنى أنها أكذوبة، يستخدمها الأسد لتخويف الغرب»، وأضاف: «لو كان للقاعدة دور فى هذه التفجيرات فعلا، لكانت استهدفت نظام الأسد؛ لأنه ألد أعداء الإسلام». ووردت أنباء عن أن المبعوث الأممى كوفى عنان لن يتوجّه إلى سوريا قبل نهاية الشهر الحالى لعدم تحديد الحكومة السورية موعداً له، فيما يوجد 145 مراقباً الآن فى 6 مدن سورية، على أن يكملوا انتشارهم فى 10 مدن بحلول نهاية الشهر الجارى. وأكملت الهدنة، التى دعا إليها عنان، شهرها الأول بعد أن دخلت حيز التنفيذ 12 أبريل الماضى؛ لكن ليست هناك بوادر على توقف القتال. وفى سياق متصل، يجتمع المجلس الوطنى السورى الأسبوع المقبل فى القاهرة لاختيار رئيس جديد له، أو التمديد لرئيسه الحالى برهان غليون الذى اختير أكثر من مرة رئيسا للمجلس لعدم وجود اتفاق على معارض آخر، رغم قواعد عمل المجلس التى تقضى برئاسة دوارة كل ثلاثة أشهر. وقتل سبعة فى أنحاء متفرقة من سوريا، حسبما أذاعت قناة الجزيرة الفضائية، وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد أفادت أمس الأول بمقتل 16 برصاص الأمن السورى خلال جمعة احتجاج أطلق عليها الناشطون: «نصر من الله وفتح قريب».