قال اللواء سيد شفيق، مدير مصلحة الأمن العام، إنه حتى الآن لم تصدر «نشرات حمراء» ضد العناصر الإخوانية الهاربة للخارج ليبدأ الإنتربول فى ضبطهم وإحضارهم، مشدداً على أنهم يتتبعون العناصر المطلوبة فى انتظار المسائل القانونية. وأضاف اللواء شفيق، فى حواره مع الوطن، أن تنظيم الإخوان لن يؤثر على مصر أو يأخونها لأنها وسطية المذهب، مشدداً على أن مصر لن تخضع لأحد أو لجماعة، وأنهم يتعاملون مع الجماعات الإرهابية كفصيل ينبغى مقاومته واستئصاله، ولا تعنيهم أسماء تلك الجماعات، وأن لجوء تلك الجماعات إلى العمليات الإرهابية دليل على يأسهم من المقاومة، وأنهم ضبطوا 65% من الأسلحة المسروقة أثناء ثورة يناير، وقبضوا على 95% من الهاربين من السجون. ■ هل حقق الإنتربول المصرى نجاحاً الفترة الحالية فى ملاحقة عناصر الإخوان الهاربين خارج مصر؟ - الإنتربول منظمة دولية تساعد فى ضبط المتهمين الهاربين خارج البلاد، وهو بمصر إدارة مركزية تابعة لقطاع الأمن العام، وبه عدد كبير من الضباط المتميزين ولديهم قدرة عالية، وعلى سبيل المثال كانت هناك مأمورية منذ عدة أيام إلى دبى ضبط فيها مصرى متهم فى العديد من القضايا الجنائية ونجحت، ومأمورية بيروت منذ يومين كان هناك متهم مطلوب من قبل السلطات المصرية وتم تسليمه، ففى الإنتربول تبادل معلومات عن الجريمة. أما عن العناصر الإخوانية الهاربة خارج مصر فالإنتربول يتعامل مع الأحكام القضائية النهائية، وهذه العناصر حتى الآن لم تصدر (نشرة حمراء) تلزم الدولة بضبط الشخص الهارب لديها، ولكننا نتتبعهم، ولا أحد منهم يستطيع الهروب من المساءلة القانونية. ■ كان لدى رجال المباحث وتنفيذ الأحكام رفض لتنفيذ الأحكام بعد 25 يناير، هل جرى القضاء على الحاجز النفسى الذى كان يعيقهم عن العمل؟ - الجهاز كله والحمد لله تعافى، وكسروا الحاجز النفسى بين الضباط والمواطنين، وبدأت الوزارة تباشر كل مهامها وتقتحم كل البؤر الإجرامية الموجودة بعد 30 يونيو، ولا توجد منطقة الآن يصعب علينا اختراقها. وضباطنا الآن فى كل قطاعات الداخلية يعملون بقدر عالٍ من الحماس والنشاط ومؤهلون نفسياً ومعنوياً ولديهم إصرار على تنفيذ القانون. وأكبر دليل حالات الاستشهاد التى نشاهدها الآن، تعد مؤشراً على الإصرار على تنفيذ القانون، وهذا واجب ضباط وأفراد الشرطة تجاه المواطنين، وتجاه من لديهم أحكام قضائية لم تنفذ منذ فترة، فالبنوك على سبيل المثال استرجعت ملايين منهوبة، وأحدثت الحملة الأخيرة لقطاع الأمن العام طفرة وأظهرت مدى نشاط الضباط والأفراد، وحققنا نجاحاً ساحقاً بنسبة عالية فى الأحكام منذ 10 أيام على مستوى الجمهورية وانتهت منذ يومين، حيث كان هناك 180 ألف حكم قضائى لم ينفذ، كما جرى ضبط 39 ألف فرد هارب من أحكام قضائية. ■ هل يعانى ضباط وأفراد الشرطة نقصاً فى التسليح؟ - نعم، عندنا نقص فى التسليح بسبب اقتحام الأقسام، وللأسف بعض المجرمين مزودون بأسلحة متطورة مهربة منذ أيام المعزول محمد مرسى، ودخلت مصر كميات كبيرة عن طريق ليبيا، ولكن بدأت الوزارة بالفعل فى استيراد أسلحة متطورة من الخارج على أعلى مستوى لتزويد الضباط بها. ■ وماذا عن ظاهرة السلاح غير المرخص التى انتشرت؟ - ما نفعله الآن هو تقليص عدد الأسلحة الموجودة المهربة عبر الحدود، فضلاً عن الأسلحة المسروقة من أقسام الشرطة، فجرى عمل حملات للقضاء على هذه الظاهرة. ولكن فى الحقيقة لا يمكننا القول إنه سيتم القضاء على السلاح نهائياً، فعلى سبيل المثال فى الصعيد السلاح غير مجرم، ولكن حائزه بالنسبة إلى ضباط الشرطة مجرم، لكن الصعايدة يعتبرونه هيبة وإشارة تعبر عن الوضع الاجتماعى. أما عن الشباب الصغير فالسلاح وسيلة بالنسبة لهم للهو واللعب وانتشر مع رخص ثمنه، فأصبح فى متناول الجميع من شبابنا، ويستخدمه هؤلاء الشباب فى إنهاء مشكلات بسيطة كان من الممكن أن تحل بالحوار، فيورط نفسه فى جريمة قتل، وأناشد هؤلاء الشباب من خلال جريدتكم بتسليم تلك الأسلحة إلى أقرب قسم شرطة فى الحال لإعفاء نفسه من تهمة حيازة سلاح دون ترخيص، لأن حملات السلاح لن تتوقف. وعن السلاح المسروق من الأقسام ضبطنا 65% منه، والمساجين الهاربون والمفرج عنهم أيام المعزول سنة 2011 قبضنا على 95% منهم. ■ ما العوائق التى مر بها جهاز الداخلية فى ظل حكم المعزول؟ - أثناء حكم «مرسى» كان هناك تخوفات فى «الداخلية» من الدعاوى التى كانت تنطلق عن أخونة الوزارة، ما تسبب فى هاجس لدى الضباط، ولكننا والحمد لله تخلصنا من تلك الهواجس. ■ هل جرى تطهير الوزارة من العناصر الإخوانية التى ظهرت مع تولى الإخوان الحكم؟ - لا يمكن أن تتأخون الوزارة، من الممكن أن يكون هناك بعض الضباط متعاطفين مع الإخوان، ولكن هؤلاء يجرى استبعادهم بمجرد التعاطف. ■ ماذا عن طلبة الشرطة الذين ينتمون إلى تنظيم الإخوان أو بعض أقاربهم من الكوادر الإخوانية؟ - هناك مجموعة من العناصر دخلت فى ظل حكم «مرسى»، ولكن يجرى العمل على فحصها ولم يتم التأكد حتى الآن أن لهم أى أنشطة سياسية، وحين ننتهى من فحصهم ويثبت عليهم هذا سيتم فصلهم نهائياً. أما عن صلة القرابة التى تربط بعض الطلبة بقيادات إخوانية، فمن المؤكد فور الانتهاء والفحص والتأكد من صلتهم بالإخوان سيتم التعامل معهم. ■ ماذا عن جماعتى «أنصار بيت المقدس» و«الفرقان» اللتين تتبنيان العمليات الإرهابية بين حين وآخر؟ - كل هذه الأسماء لا تعنينا فى شىء على الإطلاق من وجهة نظرى، هناك عناصر إرهابية موجودة بسيناء وترعرعت خلال عامين أى بعد أحداث 25 يناير، فاستغلت حالة الانفلات الأمنى التى سادت مصر كلها من أسلحة دخلت عبر حدودنا والإفراج عن المعتقلين فى قضايا الإرهاب، وبفضل الأنفاق المفتوحة بسيناء بيننا وبين غزة، وأخذت تلك العناصر سيناء مقراً لها من خلال عمل معسكرات تدريب. ولكن السلفية الجهادية بدأوا فى الإعلان عن أنفسهم بعد عزل «مرسى». أما عمن يطلقون على أنفسهم «جماعة الفرقان» فكان هدفهم الأول قطع الاتصال الدولى، ويرسلون بهذه العملية رسالة إلى قوات الجيش والشرطة بأنهم موجودون وبإمكانهم تنفيذ عملية داخل القاهرة ب«آر بى جى» وفى أى مكان، ولكن لن ينتصر الإرهاب على مصر. وكل هذه العمليات رد فعل لما حدث لهم من صدمة منذ 30 يونيو، ولأنهم فى اعتقادهم «مرسى» أفضل بكثير بما أنه كان مسلماً ملتحياً ويتكلم عن العشائر والقبائل، فمن وجهة نظرهم هو أفضل، ويستغل الإخوان هذه الأفكار ويروجون لها فى الخارج، ويصورون هذه الأعمال على أنها دفاع عن «مرسى»، ولكن هذا سيجعلنا أكثر قوة، فمصر وسطية ولا بد أن نتعايش دون تطرف ولا نسمح بذلك، مصر لم يؤثر عليها الاحتلال لأعوام طويلة عكس بلاد أخرى تأثرت بالاحتلال فى اللغة والعادات والأفكار، «مش هييجى الإخوان يأثروا علينا». ■ ما محاور الخطة الموضوعة لتأمين سيناء؟ ومتى تتعافى نهائياً من الإرهاب؟ - سيناء محتاجة إلى تنمية، فنحن نحتاج إلى خطة لتهجير الشباب والعائلات إلى هناك، ويجب أن تكون بها كثافة عالية من السكان، وهذا لأن السكان بمثابة خط دفاع للمنطقة، إلى جانب الأمن وخطة التأمين بالتنسيق مع القوات المسلحة، مستهدفين كل المناطق المكشوفة لأن التنمية تزدهر بوجود الأمن، وأنا أرى أنها ستكون أكثر أمناً واستقراراً، وستعود السياحة بها إلى معدلاتها الطبيعية، «مش هنرجع من سيناء إلا بعد القضاء على الإرهاب». وجرى الانتهاء من 80% من العناصر الإرهابية، وما تبقى منها يحاول الانتحار بتفجير نفسها داخل مديرية أو كمين، فكلها محاولات تدل على بؤسهم ويأسهم، وستتعافى سيناء فى القريب العاجل، وستأخذ سيناء فرصتها من التنمية ولكن على أسس وتنظيم عالٍ، وأستطيع القول بأنه على مشارف العام الجديد ستكون سيناء خالية من العناصر الإرهابية والإجرامية. ■ هل يوجد تعاون بين أهالى سيناء وقوات الجيش والشرطة فى ضبط العناصر الإرهابية؟ - أهل سيناء هم أصحاب الأرض وأصحاب بطولات ولهم دور واضح فى التعاون مع قوات الجيش والشرطة فى ضبط العناصر الخارجة، وهناك عائلات لفظت أبناءها المشتركين فى الهجمات الإرهابية، وأحياناً ينتاب البعض الشعور بالخوف تحسباً من الأخذ بالثأر. ■ ما الأماكن التى يصعب مداهمتها فى سيناء؟ - الأماكن التى يسكن بها عدد كبير من السكان، مثل منطقة المهدية التى يتجمع فيها عدد كبير جداً من السكان، والعناصر الإرهابية تسللت إليها وكونت بؤرة داخل المدينة، فكان لدينا حرص شديد على أرواح الأبرياء من السيدات والأطفال، فكانت خطتنا بالتنسيق مع قوات الجيش المصرى الباسلة موضوعة بإحكام حفاظاً على أرواح الأبرياء، واستهدفت الخطة مناطق تدريبهم وجرى تدميرها بالكامل، مثل وادى بين جبلين (وادى توما)، كان معسكراً لتدريباتهم، وبعد تدميره تسللوا إلى المدن المملوءة بالسكان مثل العريش، وبدأوا ينفذون العمليات الانتحارية من ضعفهم وقلة حيلتهم.. أصبح الإرهاب بسيناء الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة. ■ ما سر العداء بين الألتراس والشرطة؟ - الألتراس ظاهرة شبابية جميلة فى الأصل ظهرت فى مصر عام 2007، وكان ظهورها فى البداية فى البرازيل وألمانيا، وانتشر الألتراس بأفكاره الإيجابية والسلبية فى عقول شبابنا، وبدأ لدى مشجعى النادى الأهلى وبعد ذلك الزمالك، وكان لهم روح جميلة بالملاعب، وبدأوا بعد ذلك يظهرون العداء للشرطة لأنه فى موروث الألتراس المستورد ألا تخضع لسلطة وبالتحديد الشرطة، وبدأت تنحرف بعض اتجاهاتهم فاكتسبوا هذا الفكر العدائى من الخارج وكانوا يعملون على تنفيذه. ونحن ليس لدينا من ناحيتهم مشاكل، فهم أحرقوا نادى الشرطة، وكنا نأخذ فى الاعتبار أنهم طلبة بالمدارس والجامعات، إلى أن استقبلوا فريق اليد بالمطار بالسباب والشتائم، وبدأ عدد منهم فى إطلاق أعيرة خرطوش وأصيب فرد أمن من المطار، ثم هشموا مبنى المطار بضرب الشماريخ، وصدرت تعليمات بضبطهم وضبطنا 150 منهم، وللعلم معظمهم طلبة وأهاليهم كانت حالاتهم صعبة للغاية فطلبوا التماس الأعذار لأبنائهم نظراً لصغر سنهم وحفاظاً على مستقبلهم، وجرى الإفراج عن 125 منهم، ولكن حُوّل 25 من الذين أطلقوا الخرطوش والشماريخ وألقوا الطوب وهددوا وعطلوا حركة المرور، وتم حبسهم 15 يوماً على ذمة التحقيقات. وكانت لدينا اعتبارات كثيرة للإفراج عن 125 من الألتراس، من أهمها أنهم طلبة، وحتى لا نفسد فرحة عيد الأضحى على أسرهم، فاكتفينا بالعناصر المخربة فى هذه الواقعة. ■ هل هناك همزة وصل بين الألتراس والإخوان؟ - جرى رصد معلومات عن أن هناك من الألتراس من لهم ميول واتجاهات إخوانية ويعد بعضهم من عناصر إخوانية وأبناء قيادات أيضاً، وبعض الشباب له مصالح مادية، أى إنهم مرتبطون بمسيرات الإخوان، وتجرى الاستعانة بهم فى المسيرات والمظاهرات التابعة للإخوان، ولأن هناك دائماً مقابلاً مادياً، ومنهم من المشجعين المخلصين للأندية. ■ كيف ترى أحداث العنف التى تقع داخل الجامعات؟ وما دور الأمن فى الحد منها؟ - نعلم الآن أنه ليس هناك حرس للجامعات، وكان هذا بحكم قضائى، ولكن يوجد أفراد أمن موظفون فى الجامعة وينحصر دورهم داخل الجامعة، ونحن ليس لنا علاقة بما يحدث داخل الجامعة على الإطلاق. ولكن فى حالة خروج مسيرات تعطل المرور أو تقطع طريقاً لا نسمح بها على الإطلاق، وسنتصدى لكل أعمال الشغب والعنف بكل قوة. ■ هل هناك أساتذة جامعة منتمون إلى الإخوان يحرضون على التظاهر وخوض معارك ضد الشرطة والجيش؟ - بالفعل، وللأسف رصدنا 1800 من أساتذة الجامعة يعدون من الكوادر الإخوانية، ولكن يجرى التعامل معهم ككوادر إخوانية وليس أساتذة جامعة، فداخل الجامعة ليس لنا رقابة على أحد.