علقت صحيفة" ذا هيل" الأمريكية على القرار الذي اتخذته إدارة أوباما بتعليق جزء كبير من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر بأنه غير مفيد سواء بالنسبة للديمقراطية في مصر أو على صعيد العلاقات بين البلدين. وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أن الحكومة المصرية قابلت القرار الأمريكي بنوع من عدم الاكتراث، كما أن غالبية المصريين يرون الولاياتالمتحدة بلدا لا يمكن الاعتماد عليه، كما أن القرار يعد أحدث دليل على أن الولاياتالمتحدة لا تزال تدعم الإخوان. وتابعت الصحيفة أن الحكومة المصرية ربما تتخذ بعض الإجراءات للحفاظ على خياراتها مفتوحة، ومنها الاتفاق على صفقة أسلحة بمليارات الدولارات مع روسيا بتمويل من المملكة العربية السعودية. وحذرت الصحيفة من استمرار السياسة الأمريكية غير المرنة تجاه مصر يمكن أن يدفع بنظام حكم مشابه لنظام "جمال عبد الناصر" الذي رفض أي مساعدات أمريكية مشروطة وخاطب الرئيس الأمريكي "دوايت أيزنهاور" وقتها قائلا "إذ لم يعجبك اشرب من البحر". كما اعتبرت صحيفة "بازلر تسايتونج" السويسرية أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما تقليص المساعدات العسكرية والمدنية المخصصة لمصر، من شأنه إضعاف واشنطن نفوذ في مصر والشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى أنه إذا كان أوباما يسعى فعلا إلى إعادة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح، لما عمل على خفض المساعدات المخصصة للقاهرة، وإنما كان استخدمها كورقة ضغط للدفع وبسرعة نحو تنظيم انتخابات جديدة في مصر. وأضافت الصحيفة أنه ليس هناك داع لقلق النظام المصري لملء الفراغ الناجم عن خفض المساعدات الأمريكية، فقد تعهدت السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات وقروض بقيمة 12 مليار دولار، أي أضعاف المساعدات الأمريكية السابقة، ومن خلال نيته تلقين درس للجيش المصري، أضعف أوباما من موقف الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط المتأزمة، ويأتي ذلك في الوقت الذي كثف فيه الجيش المصري من عملياته ضد الإرهاب في سيناء، ولهذا فإن معاقبة القاهرة في الوقت الراهن ليس له أي معنى. وقال الكاتب الإسرائيلي يارون فريدمان، محلل الشؤون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن خفض المساعدات الأمريكية الممنوحة إلى مصر يعد أحد أبرز أخطاء الرئيس الأمريكي أوباما، مؤكدا أنه في الوقت الذي يتقارب فيه أوباما مع الإيرانيين، يبتعد فيه عن مصر ويضر بمصالحها. وأضاف الكاتب أن "مصر ستتجه إلى من يدعمها بعيدا عن الولاياتالمتحدة، ولكن الأزمة تكمن في أن مصر ستتجه إلى روسيا والصين. وتابع فريدمان "قد يكون الرئيس الأمريكي أعطى البطاقة الحمراء لمصر، إلا أن أوباما دخل في مغامرة خطيرة تهدد بخسارة أكبر وأقوى حليف عربي، في محاولة لإجبار السلطات المصرية على تخفيف حدة الضغوط ضد الإخوان مقابل إعادة ضخ الأموال الأمريكية، إلا أن مصر لن تسمح باستمرار الكارثة الاقتصادية دون مساعدات، ولا شك بالتأكيد أنها ستتجه إلى دول أخرى تساعدها دون شروط". وأكد الكاتب الإسرائيلي أن أوباما يحلم بالطريقة التي يفكر بها، فكيف يمكن إقامة ديموقراطية في ظل وضع اقتصادي منهار وفوضى عارمة في الشوارع، بينما في المقابل هناك روسيا، التي تبدو كحليف قوي يمكن الوثوق به.