لم يعلم محمود، الشاب اليافع صاحب العقد الثانى من عمره، أن احتفاله بالعيد، مع زملائه بقرية «فنيسيا» السياحية بمدينة شبين الكوم، سيكون خروجاً بلا عودة، بعد أن تحولت الألعاب فى قرية الملاهى من وسيلة للمرح إلى أداة لقبض الأرواح. ركب محمود «الطبق الطائر» وهو مفعم بأحاسيس الأمان والفرح، ولكنه فجأة سقط من ارتفاع شاهق ليرتطم جسده بالأرض مودعاً رفاقه بنظرات سكرِة، تتفحص آخر ما ستراه فى عالم البشر، وينتقل الشاب سريعاً إلى رفيقه الأعلى، ليكون ضحية الإهمال وعدم الرقابة على منشأة تابعة بشكل مباشر لديوان عام المحافظة ومكتب الدكتور أحمد شيرين فوزى، محافظ المنوفية. وبعد 4 ساعات فقط، وفى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء أول أيام عيد الأضحى المبارك، نشب حريق بالقرية، وأكد شهود العيان أن الحريق نشب فى نفس مكان واقعة مصرع الشاب الضحية، وأن العشرات من الشباب تجمهروا خارج القرية السياحية عقب مشاهدتهم للحريق وحاولوا الدخول للمساعدة فى السيطرة عليه قبل امتداده إلى باقى منشآت القرية إلا أن الأمن، منعهم من الدخول بشكل غير مبرر، وأضافوا أن هناك شبهات تحوم حول تدبير الحريق لطمس معالم جريمة الإهمال التى تسببت فى مصرع الشاب، وخاصة أن القرية تقع تحت إدارة مباشرة من محافظة المنوفية. وانتقلت قوات الشرطة لمكان الواقعة، وتبين أن الحريق بسبب ماس كهربائى بعد قطع التيار الكهربائى عن جميع الألعاب بسبب مصرع «محمود»، وجرى انتداب المعمل الجنائى لبيان ملابسات الحريق، وتولت النيابة التحقيقات. من جهته، نفى عبدالوهاب سويلم، مدير القرية السياحية، أن يكون الحريق بفعل فاعل، مؤكداً أن واقعة مصرع الشاب قضاء وقدر، نتيجة اختلال توازنه أو حدوث إغماءة له وأن سبب الحادث ماس كهربائى، وليس كما يروج البعض.