«يسعدنى أن أتقدم إلى الشعب المصرى العظيم خاصة وشعوب الأمة العربية والإسلامية عامة بأسمى آيات التهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، أعاده الله علينا بالخير واليمن والبركات، داعياً الله أن يُمكّن لدينه أن يسود ولشريعته أن تحكم إنه ولىّ ذلك والقادر عليه».. هذه الرسالة ليست من رئيس الجمهورية أو مسئول صاحب موقع مهم إنما من متهم فى أحداث «بين السرايات» التى راح ضحيتها 23 قتيلاً.. إنه «سعد الكتاتنى». صاحب الرسالة المسرّبة من محبسه بسجن طرة والتى وجهها لأبناء التنظيم، مواصلاً -كعادة قيادات الجماعة- التحريض على استمرار التظاهر والعنف حتى لو كان الضحية أبرياء من الجانبين، فالمهم هو بقاء التنظيم فى الصورة. لا يزال الكتاتنى يعتقد أنه رئيس مجلس الشعب، ولا يزال يعيش فى «نفس الجلباب» كما لا يزال يعتقد أن مرسى «رئيس شرعى» وأن الجماعة تنظيم قائم وأن لها وزناً سياسياً فى الشارع. الغريب أن الكتاتنى نفسه تبرّأ، فى تحقيقات النيابة، من علاقته بالجماعة، قال إنه لم يزُرْ مكتب الإرشاد منذ عام ونصف عام، رغم أن كل الشواهد تثبت أنه كان يتنقّل بالسيارة الفارهة التى رفض تسليمها لمجلس الشعب عقب حكم الدستورية ببطلانه ذهاباً وإياباً إلى مكتب الإرشاد لحضور اجتماعات تنظيمية قبل حلّ البرلمان وبعده. بعد قيام ثورة يناير بيومين اعتُقل الكتاتنى مع عدد من رموز الإخوان، وهرب من سجن وادى النطرون بمساعدة من ميليشيات حركة حماس وحزب الله فى قضية وجهت فيها المحكمة للرئيس المعزول تهمة التخابر مع حماس.. خرج الكتاتنى من السجن حينها ليقود التفاوض مع رموز النظام السابق، حيث وُكلت إليه مهمة التفاوض باسم الإخوان مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الأسبق مطالباً بمكاسب للجماعة متناسياً هو وجماعته مطالب الثوار فى الميدان. فى فترة عضويته بمجلس الشعب فى برلمان 2005 قاد الكتاتنى فريق الإخوان لرفض الطوارئ، وعندما كان رئيساً للمجلس رحب بالقانون، وتكرر الأمر نفسه عند هجومه على وزارة الداخلية ومطالبته بإعادة هيكلتها قبل أن يصل مرسى للحكم ولكن بعد وصوله كان من المؤيدين لوزير الداخلية الأسبق اللواء أحمد جمال الدين فى أحداث محمد محمود الثانية. شارك الكتاتنى فى إخراج مسرحية انتخابات حزب الحرية والعدالة التى كان مرشحاً فيها أمام عصام العريان نائب رئيس الحزب ليحصل على مقعد الرئيس مرة أخرى فى انتخابات صورية بعد تعليمات لأعضاء المؤتمر العام بأن «الرئيس هو الرئيس» فى تصوير دقيق للعملية الديمقراطية عند الإخوان.