أحيت فرنسا، اليوم، الذكرى الثلاثين لمقتل 58 مظليًا فرنسيًا وخمسة مدنيين لبنانيين في تفجير ضخم استهدف مقرهم قرب مطار بيروت في العام 1983. وأُقيم الاحتفال في مقر السفير الفرنسي المعروف ب"قصر الصنوبر"، في حضور الوزير المفوض شؤون المحاربين القدامى في وزارة الدفاع الفرنسية قادر عارف، وعدد من قدامى القوات الفرنسية وعائلات الضحايا وجنود فرنسيين يعملون في قوة الأممالمتحدة الموقتة في جنوب لبنان "يونيفيل". وقال عارف إن الاحتفال يحيي ذكرى الجنود "الذين جاءوا إلى هنا للدفاع عن السلام"، مشيرًا إلى احتفال تكريمي سيقام لهم في فرنسا في 23 أكتوبر "لنحيي عبرهم مقاتلي الأمس واليوم، الملتزمين رغم احتمال خسارتهم حياتهم، ليحملوا دائمًا وأبدًا القيم نفسها، القيم العزيزة علينا، قيم التسامح والسلام والمثل". وشدد عارف، في تصريحات تلت الاحتفال الذي تخلله وضع إكليل من الزهر على نصب تذكاري للجنود، على حاجة فرنسا "لمتابعة تعزيز علاقاتها مع لبنان، أي تكن طبيعة الوجود الفرنسي في لبنان". وأكد دعم باريس لبيروت في تحمل أعباء النزوح السوري إلى الأراضي اللبنانية، هربًا من النزاع المستمر في سوريا المجاورة منذ منتصف مارس 2011. وقال: "السؤال الوحيد الذي يطرح بالنسبة لنا كفرنسيين، ويطرح في الوقت نفسه بشكل يومي لدى السلطات اللبنانية، هو كيف يمكننا مساعدة لبنان لمواجهة هذه الصعوبات واستضافة هؤلاء اللاجئين" الذين تجاوز عددهم عتبة 770 ألف شخص. وكان تفجير ضخم هز مقر المظليين الفرنسيين قرب مطار بيروت صباح 23 أكتوبر 1983، بعد دقائق من تفجير مماثل لمقر مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، أدى إلى مقتل 239 شخصًا.