خيمت حالة من الحزن على أهالى مدينة المحلة الكبرى أمس الأول، إثر نشوب حريق هائل بمنطقة سوق السمك داخل مصنع ملابس، وانهيار عمارة سكنية مكونة من 7 طوابق بمنطقة «المشحمة»، أسفرا عن مصرع 3 أشخاص، وإصابة 6 آخرين. كان حريق مروع شب بمصنع للملابس الجاهزة مكون 7 طوابق، فى منطقة سوق السمك، نتج عنه انهياره، والتهام جميع محتوياته، ومصرع محمد رضا غازى، 25 سنة، مقيم بمنطقة «الرجبى»، ومصطفى فهمى، 25 سنة، مقيم بمنطقة «محلة البرج». أما المصابون الذين تم نقلهم جميعاً لمستشفى سمنود العام فهم: عبدالعزيز أحمد عمارة، 24 سنة، مقيم بمحلة البرج مصاب بحروق من الدرجة الثانية بنسبة 10% بالذراع والقدم اليسرى، محمود حسن محمد، 32 سنة، مقيم بمنشية مبارك، مصاب بحروق من الدرجة الثانية، بنسبة 30% بالذراع والقدم، محمد سعيد الزياتى 42 سنة، مقيم بعزبة أبوراضى، مصاب بحالة اختناق. وأكد مصدر أمنى أن السبب وراء اشتعال الحريق، هو ماس كهربائى امتدت نيرانه إلى مبنى آخر، يضم مخبزاً للخبز المدعم، احترقت محتوياته، وأدت إلى خسائر تتعدى نصف مليون جنيه. الأهالى بدورهم انتقدوا تأخر القوات وعدم وجود معدات كافية للتعامل مع مثل هذه الكوارث، وذلك أثناء قيامهم بالبحث عن الضحايا والمصابين والمشاركة فى عملية الإنقاذ والإخلاء، حيث وصلت سيارات الإطفاء بعد اندلاع النيران بأكثر من نصف ساعة، ولم يكن معها سوى كميات قليلة من المياه، مما تسبب فى حالة من السخط والغضب حيال الدفاع المدنى، وقاموا باستخدام خراطيم المياه، والأوانى المنزلية فى محاولة للسيطرة على الحريق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفى توقيت مقارب من الحريق انهارت عمارة سكنية مكونة من 7 طوابق، تضم 20 شقة سكنية، وتحولت إلى كومة من التراب والأنقاض، وتسببت فى مصرع أحمد محمد الشرقاوى، دكتور بمركز البحوث الزراعية، بينما أصيب أبناؤه الثلاثة، مهند 22 سنة، ونور 20 سنة، ومالك 18 سنة، بجروح وكدمات متعددة. وتدخلت العناية الإلهية فى إنقاذ باقى القاطنين بالعمارة السكنية، الذين قاموا بترك شققهم قبل انهيارها بلحظات، بعد أن شعروا بتصدع أجزاء منها، وظهور شروخ فى جدرانها. وأكد شهود عيان بالمنطقة أن أسباب الانهيار فساد العاملين بالمحليات بالمدينة الذين تواطأوا فى تجاهل وجود أعمال حفر بجوار العقار المنهار، وتغافلوا عن المحضر الذى قام بتحريره عدد من المواطنين. من جانبه أكد المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، خلال تفقده مكان الحادث، تشكيل لجنة هندسية من المحافظة وحى أول المحلة الكبرى، لمعاينة العقار ومعرفة أسباب انهياره، ومدى مطابقته لاشتراطات الترخيص من عدمه. ووعد المحافظ بفتح باب التحقيق حول محاضر الأهالى التى حرروها، متوعداً بمحاسبة المقصرين والمهملين المتسببين فى هذه الكارثة. وقرر اللواء مصطفى باز، مدير أمن الغربية، فرض كردون أمنى حول العقار المنهار، والعقارات المجاورة له، لحين الانتهاء من المعاينات ورفع الأنقاض.