كانا يظهران معا كعصفورين يجسدان أسمى معاني الحب، جمعتهما الحياة، صدفة، لتبدأ مسيرة من العشق تخللها مشوار من الإبداع، انتهى بمأساة بطلتها "الغيرة"، لتكون قصة مديحة يسري مع حبيبها محمد فوزي انعكاسا لمئات قصص الحب التي تحدث، كل يوم، في الواقع. "قبلة في لبنان" فيلمٌ التقى فيه المطرب الراحل محمد فوزي، مع الفنانة الكبيرة مديحة يسري التي رحلت للرفيق الأعلى في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد صراعٍ مع المرض دام عدة سنوات، عن عمرٍ ناهز 97 عامًا ومسيرةٍ فنيةٍ كبيرة. أثناء تصوير الفيلم بين القاهرة وبيروت، اقترب فوزي كثيرًا من "سمراء النيل" التي تسلل الحب لقلبها رويدًا رويدًا حتى تمكن غرام فوزي منها، وصارت قصتهما علمًا من أعلام العشق والغرام في منتصف القرن الماضي حتى أعلنا زواجهما عام 1952، وكتبت عنهما مجلة "الكواكب" في ذلك الوقت "'مطرب يدخر الحب.. ويتزوج من غزالة!". 7 سنوات عاشها فوزي ومديحة معًا، امتزجت فيها علاقتهما بين الحب والعمل، والعشق والتمثيل، والغرام والإنتاج، وعاشت معه أجمل سنوات عمرها كما صرحت في أغلب حواراتها الصحفية التليفزيونية، موضحة: "هو شخصية مرحة جدا، مكنش يعترف بالحزن، ولا كان بيستمر معاه مدة طويلة، كان يتخانق وبعدها ييجي يقولي يلا نروح السينما، أقوله إزاي إنت كنت لسه بتقول كذا، يقولي إنت قلبك أسود قوي لسه فاكرة". أسفر زواجهما عن طفلٍ وحيد لمديحة هو عمرو الذي توفي شابًا، وهو الابن الرابع لمحمد فوزي الذي أنجب ثلاثة أبناء من زوجته الأولى، وهم الأبناء الذين طلبت مديحة يسري أن ترعاهم مع ابنها في بيتهما بسبب حبها الكبير لفوزي. علاقة الزواج التي ربطت محمد فوزي ومديحة يسري، كللتها علاقة العمل الفنية، حيث شاركته في إنشاء شركة الإسطوانات الخاصة به، واشتركا في بطولة العديد من الأعمال مثل "فاطمة وماريكا وراشيل" الذي يعد أول تجربة كوميدية لها، التي قالت عنها إنه أحد أهم الافلام التي تفخر بها في مشوارها الفني، وفيلم "آه من الرجالة"، و"بنات حواء" الذي قدمت فيه دور رئيسة جمعية "المرأة تساوي الرجل". سنوات الحب والغرام والعمل المشترك لم تستمر كثيرًا بصورتها الوردية، حيث تسللت الغيرة بينهما، والتي قضت على العلاقة التي كانت حديث الجميع، وأعلن النجمان طلاقهما بعد 7 سنواتٍ فقط من زواجهما.