طالب هشام النجار، القيادي المنشق بالجماعة الإسلامية، تنظيم الإخوان المحظور، بضرورة إجراء مراجعات فكرية، بعد فشله في تجربة الحكم، وصدامه مع المجتمع، وهو أمر غير مقبول. وقال النجار ل"الوطن": "من الواجب قيام الجماعة بمراجعات، فلابد من تحريك الإخوان وزحزحتهم نحو المراجعة ونقد الذات وتصويب الأخطاء، فالناظر لما حدث طوال العقود الماضية، يكتشف أن جميع المطبات والفخاخ التي وقعت فيها الجماعات والفصائل الإسلامية الأخرى، إنما بسبب عدم تعبيد الإخوان للطريق، وتنقية المناخ، وإعطاء القدوة الطيبة، وسلوك المسالك المنسجمة مع طرق التغيير الراشدة، تخطيطا وأداءً وخطابا". وطالب النجار الجماعة بالمراجعة، بخصوص مساعيهم للوصول للسلطة وكرسي الحكم، فلا يجب الطموح فيه وجعله في الأولوية من أهدافهم، بل عليهم الرضا بالقليل من السلطة، وعدم السعي لإصلاح عيوب الحكام وجذبهم لصف الإسلاميين، كما حدث مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي حوله الإخوان من صف الحليف إلى خصم عنيد. وأضاف: "يجب الاعتراف بأخطائهم في الخمسينات والستينات ومراجعة العلاقة مع عبد الناصر واعادة تأريخها وتقييمها بشكل منصف، أدى إلى البناء على تراكمات أخطائها، وأوصلهم إلى تكرار نفس الأخطاء، فضلاً عن أنه تسبب فى عدم قدرة الحركة الإسلامية على ضبط علاقتها مع الحكام والسلطة عموماً بعد ذلك، وعدم انهاء الخصومة التاريخية مع الناصريين مبكراً أدى لكوارث لمصر والعالم العربي والإسلامي، كذلك الإخوان لم يوفقوا بين دور الجماعة فى مصر ودورهم العربي، ودعا مرسي الأسد للتنحي وحضر مؤتمر سوريا ذي النزعة المذهبية، وهذا إن قبلَ من جماعة وتنظيم، فلا يُقبل من دولة في حجم مصر، ولم تتم ترجمة قول مرسى (أمن الخليج خط أحمر) عملياً، مع الخوف الخليجي من إيران، التي اقترب منها الإخوان جدا في فترة قياسية". وتابع: "الإخوان اشتغلوا على الثوابت فحسب، ولم يقدروا المتغيرات الضخمة قدرها، فالقضية العربية هي الاساس، وهي الطريق المأمون لاستعادة الدور الإسلامي، وليس اللعب على الزعامة الإسلامية السنية، ووضح ذلك جدا في التعامل مع إيران وسوريا، ومهما اختلفنا مع نظام الأسد، فلم يكن منطقيا ولا معقولا ما حدث من مرسي، فقد تعامل معه بروح زعيم الجماعة لا بروح قائد الدولة، ولم يكن له تلبية دعوة هذا المؤتمر الفضيحة، فهذا الموقف حتى لو قبلَ من أية دولة فى العالم لا يُقبل من مصر في هذه المرحلة الحرجة". وأضاف: "تعجل الإخوان في ظل تعقد الوضع الدولي وتحفزه، وتصورهم أن الربيع العربي سيبدل الوضع فى المنطقة من علماني إلى إسلامي في لمح البصر، دون النظر لظروف ووضع كل دولة على حدة، فارادوا تكوين الامبراطورية الإخوانية أو الخلافة بشكل عصري في سنة.. وهذه السنة أخطاؤها هي تراكمات العقود الماضية، بما يؤكد للجميع أن الانطلاقة المحمودة المرتقبة للإسلاميين ليست الآن، وليست لهذا الجيل من القيادات التي قدست الماضي وقياداته بكل أخطائه وتجاوزاته، وتأبى التصحيح". وحول شباب الإخوان، قال النجار: "القيادات الكبيرة في الإخوان تخوض تحديا، متصورة أنها ستستطيع إخفاء الحقائق عن هذا الجيل وعن شباب الجماعة، والاستمرار بنفس السيناريو على نفس الأخطاء، وتكرار الانكسارات والهزائم، في طريق تحقيق أهدافهم المستحيلة في العودة السريعة للسلطة، وأنا أراهن على شباب الجماعة وأقدم لهم هذه القراءة التفكيكية التاريخية التصحيحية المسهبة، فهم الأمل في تغيير حقيقي لواقع الحركة الإسلامية اليوم، أما القيادات المعروفة فلا أمل فيهم، وقد نفضت يدي منهم وخاب ظني فيهم".