فقدت الأوساط الثقافية الفرنسية واحدًا من أشهر مخرجي المسرح الفرنسي الفنان باتريس شيروم، إثر إصابته بالسرطان عن عمر يناهز 68 عامًا. ووُلد المخرج المسرحي في 2 نوفمبر 1944 من أسرة تنشغل بالرسم، ما ساعده على تعلم الرسم وكانت الأسرة تحتفظ بأعمال المثال الفرنسي رودان، ثم اكتشف المسرح الذي كان يقضي فيه معظم وقته، وتعرّف على عمالقة الإخراج المسرحي مثل جان فيلار والذي ساعده على اكتشاف فرقة برلين المسرحية، وسافر إلى ألمانيا وتعلّم اللغة الألمانية وهناك تعلم الإخراج السينمائي والأوبرالي. وفي الفترة من عام 1959 وحتى 1962 اكتشف قدراته على الإخراج المسرحي وأخرج مسرحية "التدخل" للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو، وفي عام 1966 أخرج مسرحية "وريث القرية" للكاتب ماريفو، وتوالت بعد ذلك إخراجه للعديد من الأعمال المسرحية حتى تولى إدارة مسرح سارتروفيل في عام 1966، وكان يبلغ من العمر 22 عامًا، ثم سافر إلى إيطاليا مع المخرج الإيطالي جيورجيو شرهلر ثم عاد مرة أخرى إلى باريس بعد تجربته المسرحية في إيطاليا، حيث بدأ يفكر في المسرح الشعبي في عام 1968. وفي عام 1974 أخرج أول أفلامه السينمائية ثم الثلاثية الأوبرالية للموسيقار فاجنر في 1976، ونجح نجاحًا باهرًا حتى أُطلق عليه السوبر ستار الأوروبي، وكان يبلغ 32 عامًا وذاع صيته في العالم، وفي عام 1981 عرض عليه وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانج بإدارة مسرح باريس.