منذ اندلاع ثورة يناير، تحمل الأقلام والريش المغموسة فى «البويا» الغضب الثورى إلى الجدران، وانطلاقاً من الإرث الشعبى القائل «طباخ السم بيدوقه».. انتقلت هذه الغضبة إلى رسامى وفنانى الثورة أنفسهم، احتجاجاً على مسح رسومات على جدران شارع محمد محمود، حيث أرشيف أحداث حقبة ما بعد 25 يناير 2011. «شخبطة على الحيطة اللى مسحها الحى» دعوة رسامى الجرافيتى للاعتراض على مسح أجزاء من رسومات وجداريات شارع محمد محمود، طالبين المشاركة بعلبة ألوان حمراء اللون لدهان وطرطشة تلك الحوائط بلون الدم لتذكير الناس بدماء الشهداء. «المقاومة هتكون إننا نشخبط على أى حيطة اندهنت» هكذا تحدد الدعوة طريقة فنية لمقاومة طمس آثار الثورة، حسب الدعوة للفعالية على موقع «فيس بوك». مسح جرافيتى أسوار وجدران بشارع الأحداث الثورية يقابله فنانو الثورة بتشويه الحوائط المدهونة باللون الأحمر، مطالبين المشاركين: «هات علبة أورا ب3.50 جنيه وحط عليه لتر مياه وطرطش على الحيطة وخلينا نلون»، حسب الدعوة. «تليفزيون ثورى» يصف أحمد نجيب عضو رابطة فنانى الثورة، جدران الشوارع المرسومة، مضيفاً أنها توثيق لأحداث الثورة بجميع مراحلها. ويوضح «نجيب» أن مدرسة الليسيه بمحمد محمود مسحت الجرافيتى بسبب زيارة أمنية لضباط الداخلية لها قبل العام الدراسى بأيام قلائل: «المدرسين بيجاملوا الشرطة على حساب الشهدا وبيعملوا مصالح على حساب تاريخ البلد»، حسب رسام الجرافيتى. يؤكد الشاب العشرينى أن فعالية «الشخبطة» لا تتضمن إعادة رسم الممسوح، قائلاً باستنكار: «الجداريات دى أقل حاجة نعملها لشهداء الثورة ييجو يدهنوها!».