يسيطر على المتصدرين للمشهد السياسى الحالى غواية الغنيمة عند النظر إلى مصر الدولة، فإذا اعتبرت ما نمر به صورة تراها أمامك كلحظة صمت طويل، فعليك بتأمل الوجوه والملامح، والبحث عن المقاصد، والتفتيش عن النوايا، ومن ثم تجد الإجابة أمامك مكتوبة فى ألواح الطمع والجشع وقبلهما العجلة والتسرع، وكأن الزمان يعود قليلاً بك إلى صفحة كتاب السلطة الإخوانية الظلامية، فالصور مثل التى حملتها ألواحهم، والطمع مثل الذى كان مكتوباً على قصرهم، والعنوان الأعظم حضر باختلاف المخرج «الغنيمة هى مصر»! الأخطاء كأنها قدر يعيد نفسه بالذاكرة المثقوبة لنخبة العار التى أطالت الجماهير أعناقها لتبلغ عنان السماء لمجرد أنها عارضت الإخوان دون أن تبحث عن نبل القصد أو سواء السبيل، ونسيت فى غمرة الأفراح والانتصار للوطن أنها نخب مجروحة فاسدة إلا من رحم ربى، فلم تألف عليها الصدق طريقاً بل خبرتها تتمسح وتتزلف لأصحاب الكراسى أياً كانوا وأينما كانوا وكيف كانوا؟ ب«دقن» بشعر حتى ولو كانوا عراة من الملابس والأخلاق ما داموا يحكمون ويسيطرون، فالمصلحة حياة، والكرامة ليس اختياراً أو طريقة لإدارة عيشهم فى «المحروسة»! يجلس أحدهم على منصة ليوجه الحضور بعجرفة سنوات علامات الاستفهام والمعارضة الورقية ل«مبارك» و«يشخط وينتر» وهو كاره لهدومه قبل الناس، فظ، غليظ القلب، هو استيراد جنوبى لكن فاتته قيم جنوبية أولها التسامح مع الناس والتواضع مع الجماهير والتخفف من السلطة مع أصحاب الحاجة والضعفاء، أخلاق فقط يا ابن الجنوب! أعلم أنه إفراز من إفرازات عصر «مبارك»، واعوجاجه وانحطاطه وفساده، لكنها الأيام قد تخدعك للحظة لكنها لا تدوم لأن الصدق حياة بلا موت وديمومة بلا انتهاء، اسألوا عن الصدق تجدوه ولكن فى وجوه أخرى.. للأسف قليلة، يونيو ويناير لن يغسلا وجوهاً عكرة ولن يفلحا فى ترميم سمعة أو سيرة شخصية، الأوطان تلفظ الخبث حتى لو دام لفترة، ولكم فى الظلاميين عبرة، فهم إما ملاحقون أو منفيون أو مسجونون بأمر شعب! أيها المصريون ستتحررون قطعاً من هذه النخبة الفاسدة، لأن تاريخها أمامكم فى الأرشيف وعلى الشاشات، فلا تنسوا أن تشطبوا الأسماء تباعاً من صفحات كتاب الوطنية حتى نبنى على «نضافة» دون أن نلجأ للترميم الذى يعوق المستقبل ويفتت المساعى ويضع العراقيل، ارحمونا يا نخبة «مبارك» من طَلّتكم فقد كرهناكم وصبرنا عليكم، لأننا كنا على جبهة نحارب الظلام، واليوم نقول لكم ب«الفم المليان»: «غوروا»!! مصر مثل المطلقة التى «انغشت» وجرحتها الخيانة، ومن ثم لن تستعجل بالزواج مرة أخرى من تافه أو طامع أو ناعم أو غبى أو متطرف، ولن تلجأ إلى النخبة المريضة التى يسكنها الرياء والانحلال والتناقض والخيبة، والمخاض ما زال مستمراً، ونحسب أنه سيأتى بخير رغم ضبابية الحالة وغموض الوضع، لأن المزاج العام «عاوز راجل»!!